أسماك صغيرة ملونة...

DE$!GNER

بيلساني محترف

إنضم
Apr 4, 2011
المشاركات
2,637
مستوى التفاعل
44
المطرح
بين الأقلام والألوان ولوحات التصميم
- أ -
لم يكن أبي صياداً، لكنه كلما ذهب ليصطاد يأخذني معه، يترك الصنارة في الماء، ويستدير بجسمه حتى ينظر في عيني، ويتكلم قليلاً.
أفرح عندما تغمز الصنارة، فيدير أبي البكرة، لترفرف السمكة في الهواء. يناولها لي أضعها في الحقيبة، وأضع له الطعم الجديد في الصنارة.
في العودة أحمل أنا حقيبة السمك، ويحمل هو الصنارة، يخلع قبعته ويضعها على رأسي حتى لا تضايقني الشمس الحامية.
- ب -
لم يكن النادل العجوز الذي يمــد يده بالخمر في طيبة، وبلا أي ابتســامة على الإطلاق هو الرجل نفسه الذي لمَّع لي حذائي في المرة الأخيرة، فبَقَّع بورنيشه البني جوربي وطرف بنطالي. والاثنان لم يشبها في شيء الرجل الذي سبني سباباً قبيحاً، وهو يسير متأبطاً ذراع ابنته الجميلة؛ لأنني من دون أن أقصد ألقيت عقب سيجارتي أمام طرف حذائه.
لكنني أنا، منذ ذهب الرجل الذي كانت هوايته صيد الأسماك (الصغيرة دائماً)، كلما رأيت رجلاً بشعر أبيض، أتذكر قبعة قديمة، وشاطئ نهر، وأباً يستدير بجسمه، فلا تستطيع العين أن تمسك به.
 
أعلى