شام
جنرال


- إنضم
- Jan 17, 2009
- المشاركات
- 5,509
- مستوى التفاعل
- 72
- المطرح
- بين اجمل 3 عصافير في الدنيا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التكرار ليس إفلاسا ً ولكنه ناقوس خطر المفروض الا نكف عن دقه.. .. والتكرار في اللغة العربية من وسائل التوكيد.. والله سبحانه وتعالي في كتابه العزيز أكد المعاني بالتكرار.. فسورة الرحمن ثمان وسبعون آية منها واحد وثلاثون آية "فبأي آلاء ربكما تكذبان".. وكذلك "ويل يومئذ للمكذبين" عدة مرات في سورة واحدة هي المرسلات.. ومادام المرض مستمرا ً فإن الطبيب ينصح بتكرار الدواء نفسه.. وقد يكرر الطبيب نفس الدواء عدة مرات لأن المريض لم يبرأ.. وكلما كان الداء عضالا كان تكرار الدواء ضروريا.. وربما يكون مراً ولكنه دواء علي كل حال ولابد منه "وإيش رماك علي المر؟ قال: اللي أمر منه".. وكلما ازدادت غفلة الناس "وساقوا الهبالة علي الشيطنة" وفقدوا الوعي وجب التكرار.. وكلما ازداد مرض الارتداد الطفولي لدي العرب وجبت معاملتهم معاملة الأطفال بتكرار "الكخ والدح".. والأطفال لا يتعلمون إلا بالتكرار والإلحاح والترغيب والترهيب حتي يكف الطفل عن أن "يعملها علي روحه".. ولا أحد يقول جديداً لكن السباق علي أن تولد الجديد من القديم.. والسباق علي الإلحاح.. والمعلنون لا يصلون إلي إقناع الناس بسلعهم من خلال مواصفاتها الجيدة ولكن من خلال الإلحاح والتكرار.. وعندما تكون البضاعة فكرية يصبح الإلحاح والتكرار أولي.. والمسحراتي الذي يجوب الطرقات ضاربا طبلته لم يعد له محل من الإعراب في زمن لا ينام فيه الناس.. لكنه لا يريد أن يكف رغم ضياع صوته ودقات طبلته في الزحام والضوضاء.. هو يريد أن يأخذ أجره من الله ثم من الناس.. ويقول إنه بَلغ َويشهد الله علي ذلك وفى أمثالنا العامية قالوا أن التكرار يعلم ....؟؟؟؟ ولا بلاش .." الشطار " .
والمرء يدعو إلي الهدي لكنه لا يهدي.. لأن الله يهدي من يشاء.. والمرء يدعو إلي الضلال لكنه قد لا يضل أحدا لأن الله كتب الضلال على من يشاء.. والداعي يأخذ من الله أجر دعوته أو وزرها.. يأخذ أجر الدعوة إلي الهدي أو يحمل وزر الدعوة إلي الضلال.. مجرد أجر أو وزر علي الدعوة حتي إذا لم يهد أحدا.. وحتي إذا لم يضل أحدا.
والمرء معني بتوجيه النداء لكنه ليس معنيا ًبأن يلبي الناس أو لا يلبوا.. وغاية الإنسان فيما يقول ويكتب أن ينجو لا أن ينجي أحداً.. وأن ينفي عن نفسه أنه شيطان أخرس أو أن ينال عقوبة الجريمة الشهيرة في القانون "عَلِمْ ولم يُبلغ".. فالتستر علي الجريمة جريمة.. والمتستر شريك بعلمه وعدم إبلاغه.
ومن العجب ألا يمل الناس تكرار خطاياهم وأنهم لا يملون التحذير المتكرر منها.. ومن العجب ألا يتأفف الناس من تكرار التحريض علي الفسق والحض علي الرذيلة بينما يتضجرون من تكرار النصح والإنذار.. ومن العجب في زمن أقلعنا فيه عن الدهشة والعجب أن يلدغ العربي من نفس الجحر ألف مرة ويكره من يكرر تحذيره من هذا الجحر.. من العجب في زمن اللاعجب أن إعلان التحريض علي يد محضر يصل إلي العنوان بالضبط لكن إعلان التحذير والإنذار علي أيدي ألف محضر لا يصل أبدا وتكون النتيجة دوما ً
" لم يستدل علي العنوان ".
العرب لا يرون تطرفاً إلا في الخير ولا يحاربون إلا التشدد في الحق لكنهم لا يرون أي غضاضة في التطرف نحو الشرور والخطايا والتشدد في الباطل.. العرب يحاربون الإفراط ولا يواجهون التفريط.. يجيشون الجيوش ضد الصلابة ويكافئون السيولة والميوعة.
هناك إصرار عربي مقيت ومقرف علي استبعاد الخطر.. دائما لا يوجد خطر ولا توجد كارثة "ومافيش أي مشكلة".. هناك منهج لتمييع الناس وتسييلهم وإرضاعهم الاسترخاء والارتخاء.. هناك منهج منظم في هذه الأمة للتهوين والطناش وإعطاء الناس مخدر الأمان المزيف.. لا شيء يدعو للقلق.. لا مبرر للخوف.. كل الأمور تحت السيطرة.. الموضوع لا يستحق كل هذه الضجة.. نحن نرفض محاولات التهييج والإثارة والغوغائية والفوضي.. "كله تمام يا أفندم".. "سيادتك اطمئن.. حضرتك حط في بطنك بطيخة صيفي".. إنها زوبعة في فنجان وكل شيء قابل للتفاوض.. وهكذا لا يكف العرب عن عزف ألحان التهوين والتنويم والهدهدة حتي ....
"تروح الشعوب في سابع نومة".
* * * * * * * * * * *
التكرار ليس إفلاسا ً ولكنه ناقوس خطر المفروض الا نكف عن دقه.. .. والتكرار في اللغة العربية من وسائل التوكيد.. والله سبحانه وتعالي في كتابه العزيز أكد المعاني بالتكرار.. فسورة الرحمن ثمان وسبعون آية منها واحد وثلاثون آية "فبأي آلاء ربكما تكذبان".. وكذلك "ويل يومئذ للمكذبين" عدة مرات في سورة واحدة هي المرسلات.. ومادام المرض مستمرا ً فإن الطبيب ينصح بتكرار الدواء نفسه.. وقد يكرر الطبيب نفس الدواء عدة مرات لأن المريض لم يبرأ.. وكلما كان الداء عضالا كان تكرار الدواء ضروريا.. وربما يكون مراً ولكنه دواء علي كل حال ولابد منه "وإيش رماك علي المر؟ قال: اللي أمر منه".. وكلما ازدادت غفلة الناس "وساقوا الهبالة علي الشيطنة" وفقدوا الوعي وجب التكرار.. وكلما ازداد مرض الارتداد الطفولي لدي العرب وجبت معاملتهم معاملة الأطفال بتكرار "الكخ والدح".. والأطفال لا يتعلمون إلا بالتكرار والإلحاح والترغيب والترهيب حتي يكف الطفل عن أن "يعملها علي روحه".. ولا أحد يقول جديداً لكن السباق علي أن تولد الجديد من القديم.. والسباق علي الإلحاح.. والمعلنون لا يصلون إلي إقناع الناس بسلعهم من خلال مواصفاتها الجيدة ولكن من خلال الإلحاح والتكرار.. وعندما تكون البضاعة فكرية يصبح الإلحاح والتكرار أولي.. والمسحراتي الذي يجوب الطرقات ضاربا طبلته لم يعد له محل من الإعراب في زمن لا ينام فيه الناس.. لكنه لا يريد أن يكف رغم ضياع صوته ودقات طبلته في الزحام والضوضاء.. هو يريد أن يأخذ أجره من الله ثم من الناس.. ويقول إنه بَلغ َويشهد الله علي ذلك وفى أمثالنا العامية قالوا أن التكرار يعلم ....؟؟؟؟ ولا بلاش .." الشطار " .
والمرء يدعو إلي الهدي لكنه لا يهدي.. لأن الله يهدي من يشاء.. والمرء يدعو إلي الضلال لكنه قد لا يضل أحدا لأن الله كتب الضلال على من يشاء.. والداعي يأخذ من الله أجر دعوته أو وزرها.. يأخذ أجر الدعوة إلي الهدي أو يحمل وزر الدعوة إلي الضلال.. مجرد أجر أو وزر علي الدعوة حتي إذا لم يهد أحدا.. وحتي إذا لم يضل أحدا.
والمرء معني بتوجيه النداء لكنه ليس معنيا ًبأن يلبي الناس أو لا يلبوا.. وغاية الإنسان فيما يقول ويكتب أن ينجو لا أن ينجي أحداً.. وأن ينفي عن نفسه أنه شيطان أخرس أو أن ينال عقوبة الجريمة الشهيرة في القانون "عَلِمْ ولم يُبلغ".. فالتستر علي الجريمة جريمة.. والمتستر شريك بعلمه وعدم إبلاغه.
ومن العجب ألا يمل الناس تكرار خطاياهم وأنهم لا يملون التحذير المتكرر منها.. ومن العجب ألا يتأفف الناس من تكرار التحريض علي الفسق والحض علي الرذيلة بينما يتضجرون من تكرار النصح والإنذار.. ومن العجب في زمن أقلعنا فيه عن الدهشة والعجب أن يلدغ العربي من نفس الجحر ألف مرة ويكره من يكرر تحذيره من هذا الجحر.. من العجب في زمن اللاعجب أن إعلان التحريض علي يد محضر يصل إلي العنوان بالضبط لكن إعلان التحذير والإنذار علي أيدي ألف محضر لا يصل أبدا وتكون النتيجة دوما ً
" لم يستدل علي العنوان ".
العرب لا يرون تطرفاً إلا في الخير ولا يحاربون إلا التشدد في الحق لكنهم لا يرون أي غضاضة في التطرف نحو الشرور والخطايا والتشدد في الباطل.. العرب يحاربون الإفراط ولا يواجهون التفريط.. يجيشون الجيوش ضد الصلابة ويكافئون السيولة والميوعة.
هناك إصرار عربي مقيت ومقرف علي استبعاد الخطر.. دائما لا يوجد خطر ولا توجد كارثة "ومافيش أي مشكلة".. هناك منهج لتمييع الناس وتسييلهم وإرضاعهم الاسترخاء والارتخاء.. هناك منهج منظم في هذه الأمة للتهوين والطناش وإعطاء الناس مخدر الأمان المزيف.. لا شيء يدعو للقلق.. لا مبرر للخوف.. كل الأمور تحت السيطرة.. الموضوع لا يستحق كل هذه الضجة.. نحن نرفض محاولات التهييج والإثارة والغوغائية والفوضي.. "كله تمام يا أفندم".. "سيادتك اطمئن.. حضرتك حط في بطنك بطيخة صيفي".. إنها زوبعة في فنجان وكل شيء قابل للتفاوض.. وهكذا لا يكف العرب عن عزف ألحان التهوين والتنويم والهدهدة حتي ....
"تروح الشعوب في سابع نومة".
* * * * * * * * * * *
يتبــــــــــــــــع :