زهرة نيسان
بيلساني سوبر
- إنضم
- Jun 28, 2008
- المشاركات
- 2,470
- مستوى التفاعل
- 29
- المطرح
- عايشة جوات ئلبو
هل هي مجاراة للموضة أم صرعة أم تقليد أعمى,أم مجرد اعتقادات وأفكار باتت تتحكم في تفكير شبابنا اليوم؟ ولماذا يأخذ الشباب الجانب السلبي من الحضارة؟ وأليس حريا بالشباب التوجه نحو أمور أكثر جدية في حياتهم؟ وهل أصبحت الموضة الهم الأول لهم؟، الكثير من الأسئلة تفرضها ظاهرة .
مستشرية وجدت بين مجتمع الشباب وطغت على عقولهم بشكل يثير الاستغراب, مزيج من الرسوشمات الغريبة ينقشها الشباب على أجسادهم, وكلمات منوعة مرافقة لها، فما هي الغاية؟، وعلى افتراض أن الشباب يحاولون بشكل أو بآخر اللحاق بالموضة، لكن تبقى هناك العديد من الأسرار الخفية وراء هذه الرغبة الشديدة الموجودة لديهم في رسم الوشم على أجسادهم.
¶ هكذا وجدنا آباءنا
«أحببت أن أقوم برسم الوشم على يدي لأنه موضة العصر وجميع أصدقائي رسموا وشومات مختلفة على أجسادهم فشعرت برغبة في أن أكون مثلهم», بهذه العبارات بدأ دريد حديثه مبرراً لنفسه وللكثيرين مايعتبره موضة.
وكذلك رأت سحاب (22 عاماً) في الوشم موضة جميلة وانتقدت في الوقت ذاته من يعتقد أن الوشم لم يكن موجوداً منذ زمن بعيد معللة بأن جدتها ومنذ سنوات عدة كانت ترسم على جبينها نقوشاً عن طريق الحنة وأن هذه الرسوم كانت جميلة جداً، مضيفة: «ماالمانع في أن نقوم نحن برسم الوشم على أجسادنا مادام أن جداتنا كن يفعلن الشيءذاته».
¶ موضة العصر
بعض الشباب لديهم حرص إلى درجة المبالغة في تتبع الموضة حتى وإن كانت في غير مكانها، ومنهم نبراس الذي اعتاد بين فترة وأخرى رسم الوشم على معظم أنحاء جسده, وعن سبب إيمانه بهذه الموضة، يقول نبراس:» أنا من متتبعي الموضة بشكل كبير وأحرص على رسم كل ماهو جديد وليس مهماً بالنسبة لي أن أقلد أصدقائي, بل على العكس، لدي رغبة في أن يقلدوني هم أي أن أكون أنا صاحب الابتكار في الرسومات التي أختارها على جسدي».
وعن طبيعة الرسومات الموجودة على جسد نبراس، يقول: «رسمت على يدي وشماً له علاقة بحيوان كان موجوداً في الصين ثم انقرض منذ سنوات بعيدة وتعبت كثيراً في رسم هذا الوشم، لأنني لجأت إلى رسام في البداية ليرسم لي هذا الوشم على ورقة، ثم أخذت الرسم إلى مركز تجميل خاص وقام برسمه على يدي».
الغريب في الأمر، أنك عندما ترغب في زيارة أحد مراكز التجميل أو غيرها ستفاجأ بأعداد المنتظرين من أجل إجراء الوشم ومنهم رؤية (26 عاماً) التي انتظرت مدة ساعتين كاملتين حتى يأتي دورها في أحد المراكز تقول:» ليس من المهم أن أنتظر كثيراً، المهم أن أخرج بنتيجة جيدة, وأن يكون الوشم جميلاً, ولم أجد صعوبة كبيرة في إجراء الوشم واستطعت اختيار الرسم الذي يناسبني ودون أية معاناة. وعن الوشم الذي اختارته رؤية تقول: «قمت برسم فراشة كبيرة على كتفي بألوان عديدة وحرصت كل الحرص على أن يكون الرسم واضحاً».
¶ لهم تفسيراتهم
البعض من الشباب يقومون بالوشم بسبب المغالاة في حب المشاهير أو أي شيء آخر له علاقة بشكل أو بآخر بشخصيتهم ومنهم فادي (19 عاماً) الذي يعشق كرة القدم وتعبيراً عن حبه الشديد لهذه اللعبة، قام بوشم علم الفريق الذي يحبه على كتفه الأيمن وهو في النهاية لم يجد طريقة أخرى غير الوشم للتعبير عن حبه لفريقه المفضل.
أما براءة (21 عاماً) التي وشمت حاجبيها في أحد مراكز التجميل، تقول:»وجدت أنها طريقة جيدة وأغلب الفتيات يتبعن هذه الطريقة وفي الوقت ذاته لاتفكر براءة في إجراء وشم آخر على جسدها، فهي قامت بوشم حاجبيها، لأن في ذلك ضرورة على حد قولها».
ماذا لو فكر البعض في إجراء الوشم درءاً للعين؟ يتبين ذلك من خلال المشاهدات لبعض الفتيات اللواتي قمن بوشم عين على أكتافهن أو في مناطق أخرى من الجسم ومنهن ديانا التي اعتبرت أن الوشم يحمي من العين، مضيفة:» كانت جدتي تقول، إن الوشم الذي لم يكن معروفاً في ذلك الوقت بهذا الاسم يحمي من الحسد، وأنا أعتقد تماماً بهذا الكلام، لذا قررت إجراء الوشم على كتفي».
الغريب في الأمر أن يفكر الشباب في القيام بالوشم لمعتقدات اجتماعية أو تمثلاً ببعض التقاليد الاجتماعية الموروثة منذ زمن بعيد، كأن يرسم الشباب صورة لأفعى أو حيوانات أخرى مفترسة كنوع من الترهيب للآخرين وهذه ظاهرة منتشرة بشكل كبير بين الشباب المراهقين، معتبرين أن شخصيتهم لن تكتمل إلا بوجود مثل هذه الرسومات على أجسادهم وعلى اختلافها طبعاً، عدا عن تفكير البعض منهم بأن الوشم ظاهرة غير مألوفة في مجتمعنا العربي، وهي خروج عن المعتاد؛ لذا يفكرون في كسر روتين حياتهم بالقيام بمجاراة الموضة ومنها الوشم ومنهم من اعتبر أن الوشم طريقة مفيدة في تسجيل أشياء من الصعب تذكرها بين الحين والآخر.
الشباب أكثر !!
ترى سوزي (صاحبة مركز تجميل) أن آلية الوشم تتم من خلال إبرة توضع في جهاز وغالباً مايكون هناك شاب أو فتاة متخصص في هذا العمل، مؤكدة أن هذه الإبرة تتغير من شخص إلى آخر، مضيفة: «نسبة الشباب المقبلين على الوشم أكثر من الفتيات وتبلغ نسبتهم 70 % أما بالنسبة لسعر آلة الوشم، فهي بين عشرين وخمسة وعشرين ألف ليرة. أما عن تكلفة العملية، فتضيف سوزي تكلفة العملية هي بين سبعة آلاف وعشرة آلاف ليرة أما مكسيم (صاحب مركز تجميل)، فقد اختلف مع سوزي في أن نسبة الشباب المقبلين على هذه العملية أكبر من الفتيات واعتبر أن نسبة الفتيات أكبر وعن الشباب الذين يقومون بالوشم، أضاف مكسيم:» هناك ما يقارب 35 زبوناً في الأسبوع يقومون برسم الوشم على وجوههم أما بالنسبة للرسم على الجسد، فيأتي زبون واحد كل أسبوع، لأنه في حال كان الرسم كبيراً، فهو يحتاج لمدة خمسة أيام على الأقل وتكلفته كبيرة جداً هي بين 150000 ألف و200000 ألف ليرة.
تقليد أعمى
المتخصصون في علم الاجتماع وصفوا الوشم بالتقليد الأعمى، وذلك يتبع لاختلاف بيئة المجتمع، الدكتورة هناء برقاوي (باحثة اجتماعية) تقول: « الوشم عبارة عن تقليد أعمى»، مضيفة:»أن هناك العديد من الشباب الذين يعيشون في بيئات مختلفة وطبيعة كل بيئة تختلف عن الأخرى ومنهم من يرغب في رسم الوشم للتميز ولفت النظر لا أكثر ومنهم من يرغب في تقليد أصدقائه كمن يقومون بإجراء وشم مشترك على أجسادهم كنوع من تعميق الصداقة بينهم أو باعتباره رمزاً بالنسبة لهم أو كدليل على استمرارية الصداقة بينهم».
المشكلة تكمن في أن الشباب يعيش فترة التقليد، وهذه تخضع إلى مايستورده هؤلاء من أفكار المجتمع الآخر، لذا نرى أن هناك دوما تغيراً في أفكارهم، فهذا مايؤدي إلى تغيير الوشم بين فترة وأخرى، وتعلق على ذلك الدكتورة برقاوي بالقول:» إن الوشم في حال كان مؤقتاً، فهو لن يؤذي بنفس الدرجة التي يؤذيها الوشم الدائم، لأن معتقدات الشباب وأفكارهم تختلف من مرحلة إلى أخرى وما يعتبرونه اليوم مناسباً لأفكارهم قد لا يكون كذلك غداً، لاسيما عندما يصبحون آباء ويتعرضون من قبل الابن أو الزوجة للتساؤلات عن سبب هذا الوشم، لأن فترة العشرينات عند الشباب تختلف عن الثلاثينات والأربعينات».
¶ للأسرة دور
لكن إذا كان الشباب في حالة من الضياع، فأين الاهل؟
الدكتورة برقاوي ترى أن للأسرة دوراً كبيراً في تنمية ميول الشباب تجاه أمور معينة وأن المشكلة الأساس هي في الحوار المفقود بين الآباء والأبناء, لذا من الضروري جداً التواصل بين الأهل والأبناء والمناقشة حتى في صغائر الأمور، لأنها في أي حال تسهم بشكل أو بآخر في تشكيل شخصيتهم».
أمراض مزمنة
هناك جانب مهم لم يلحظ بعد، لأن نتائجه تظهر على المدى البعيد، فما هي التأثيرات الصحية للوشم؟ وماذا يمكن أن يحدث من أمراض جلدية؟
الدكتور إلياس ديب زهر الاختصاصي في الأمراض الجلدية، أشار إلى أن الوشم له علاقة مباشرة بحدوث العديد من الأمراض الجلدية المزمنة، منها السرطان والتصبغات الجلدية عدا التندبات التي يتركها الوشم في الجلد .
وقال زهر:»الحبر الذي يدخل إلى الجلد عن طريق الوشم هو مادة تسمم الخلايا وهي بالتالي تؤدي إلى حدوث تشوهات في الجلد وترهلات فضلاً عن ضمور في العضلات وهذا له تأثير سلبي ومهما قام الشخص بإزالة هذه المشاكل عن طريق جلسات الليزر فستبقى هذه الآثار ولايمكن تجاوزها إلا في حال عملية زرع جلد وهي عملية مكلفة تتراوح قيمتها المادية بين 30 و40 ألف ليرة سورية».
¶ إنتانات جلدية
من جهة أخرى، أشار الدكتور سمير إبراهيم الاختصاصي في الأمراض الجلدية إلى أن الوشم هو عبارة عن مواد صباغية تحقن في الأدمة وبالتالي تسبب إنتانات جلدية بسبب الإبرة التي حقن بها الشخص وكون الوشم في الأدمة لذا من الصعوبة بمكان إزالة هذا الوشم، إلا عن طريق جلسات متعددة بالليزر ومع ذلك يمكن أن تبقى آثار بسيطة على هذا الجلد
وأضاف إبراهيم، بالنسبة إلى عملية زرع الجلد، فهي نادرة الحدوث في سورية ولا تجرى إلا في بلاد الغرب، لأنها تحتاج إلى إزالة قطعة كاملة من الجلد في الجسم
وقال إبراهيم، إن الوشم في كل الأحوال يحتاج إلى متخصصين فنيين في هذا المجال وبحاجة إلى تعقيم جيد، لأن المواد المحقونة في الجلد ستسبب في النهاية سرطانات في الجلد
