المتشائمون بمصير اليورو يعدلون تنبؤاتهم بعد تفادي الانهيار في 2012

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
في مايو ايار الماضي حين كانت الأزمة تتوغل في منطقة اليورو كتب بول كروجمان الاقتصادي
الحاصل على جائزة نوبل أحد أكثر مقالاته تشاؤما بشأن العملة
الموحدة وهو مقال في صحيفة نيويورك تايمز بعنوان "النهاية قريبة
جدا".
وكتب كروجمان "فجأة صار من السهل أن نرى كيف أن اليورو -تلك
التجربة الكبرى المعيبة لوحدة نقدية بدون وحدة سياسية- يمكن أن
يتفكك." وأضاف "ونحن لا نتحدث عن احتمال بعيد. فقد يحدث التفكك
بسرعة مذهلة.. في غضون أشهر وليس سنوات."
ولم يكن كروجمان وحده الذي تنبأ بنهاية وشيكة لليورو في 2012.
فقد قال المستثمر الملياردير جورج سوروس في مؤتمر في ايطاليا في
أوائل يونيو حزيران إن ألمانيا أمامها فرصة ثلاثة أشهر فقط لتفادي
كارثة أوروبية.
وفي يوليو تموز رفع وليم بويتر كبير الاقتصاديين في سيتي جروب
والمسؤول السابق في بنك انجلترا المركزي احتمال انسحاب اليونان من
اليورو إلى 90 بالمئة بل وحدد موعدا محتملا لحدوث ذلك.
وكان الموعد الذي حدده بويتر هو الأول من يناير كانون الثاني
2013. لكن أحدا الآن لا يعتقد أن انسحاب اليونان من العملة الموحدة
أو انهيار منطقة اليورو أمر وشيك.
وقبل نحو ستة أشهر بلغت التوقعات بانهيار اليورو ذروتها. وكان
من أكبر المتنبئين بنهاية العملة عدد من أهم الاقتصاديين
والمستثمرين في العالم والعديد منهم في الولايات المتحدة.
لكن بعد مرور تلك الأشهر الستة تبدو نبوءاتهم مفتقرة إلى حسن
التقدير أو سابقة لأوانها على الأقل. فقد ارتفع اليورو مقابل
الدولار الأمريكي. وتراجعت عوائد سندات الدول المتعثرة مثل اليونان
واسبانيا وايطاليا وهي مقياس لمستوى المخاطر القائمة في تلك
البلدان.
بل إن أكثر المتشائمين عدلوا توقعاتهم وإن كانوا لا يزالون
يحذرون من مزيد من المتاعب في الفترة المقبلة.
وأقر كروجمان بذلك في مدونة له في وقت سابق هذا الشهر قال فيها
"فاجأتني أوروبا بمتانتها السياسية."
ولم يرد كروجمان وبويتر على رسائل لطلب الحصول على تعقيب. ورفض
سوروس طلبا لإجراء مقابلة معه.
ويبدو أن العديد من الاقتصاديين لم يقدروا أهمية الإرادة
السياسية في أوروبا للمحافظة على اليورو وتأثير سلسلة من التحولات
في السياسة النقدية في النصف الثاني من 2012 على معنويات السوق.
ودفع مستثمرون بارزون أيضا ثمن المراهنة على تفكك منطقة اليورو
هذا العام. ففي وقت سابق هذا الشهر عزا جون بولسون مدير صناديق
التحوط الأمريكي الخسائر الكبيرة التي تكبدها في 2012 إلى مراهنته
على تفاقم أزمة الديون السيادية.
أما أولئك الذين راهنوا على عكس ذلك فقد تحققت لهم عوائد مذهلة
تبلغ نحو 80 بالمئة من خلال الاستثمار في السندات العشرية
للحكومتين اليونانية والبرتغالية.
وكان نورييل روبيني وهو أستاذ للاقتصاد في جامعة نيويورك في
معسكر المتشائمين من البداية إذ توقع في 2010 أن تضطر بعض الدول
إلى الانسحاب من العملة الموحدة.
والآن يقول روبيني إن احتمالات وقوع الكارثة في الأجل القريب
تراجعت. ويعتقد الآن -كما يعتقد كثير من زملائه الذين أصبحوا أكثر
تحفظا- أن الساسة الأوروبيين سينجحون في تفادي الكارثة بصعوبة في
2013 أيضا.
لكنه يرى أن نهاية اليورو آتية وأن المخاطر ستستفحل على مدار
2013 وستكون اليونان مرة أخرى أكبر عوامل الخطر.
 
أعلى