أيلول
نبض السعادة من رحم الألم


- إنضم
- May 31, 2009
- المشاركات
- 3,932
- مستوى التفاعل
- 109
- المطرح
- أرض الله الواسعة
جلس متألما ًعلى ركبتيه يحدق من النافذة إلى السماء الغارقه في الظلام ويستمع إلى أنينها الذي ملأ أركان المستشفى .
أدار وجهه محدقا ً بالطبيب ، مستنجدا ً به لكنه أعاد أجابته التي قالها منذ ساعات طويلة
" يجب أن ننتظر نور الشمس حتى أُجري لها العملية ، أن الضوء لايكفي لأجراء الجراحة الآن "
خرج من المستشفى هاربا ً من عجزه على انقاذها والتخفيف من ألمها ، يمشط الطرقات ويجر قدميه التي تحملان ألمه بتكاسل أن الليل طويلا ً و أمه تكاد ُ تموت ُ من المرض وكلما سمع صوت أنينها طعُن قلبه ُ المرهف بسكين العجز ، وتمنى لو كان هذا الألم يصيبه ويمزقه لكن لايمسها بسوء.
كان يسترجع ذكرياته معها ، فهي الوحيدة التي آمنت بقدراته عندما وصفه المدرس أنه ُ طفل بليد و أعاده إلى المنزل بحجة عدم قدرته على التعلم وكيف وقفت بجانبه وجعلت منه أنسانا ً عبقريا ً .
وظل يتجول حتى تسللت َ خيوط النهار إلى السماء فشق طريقه بين الشوارع إلى المستشفى وتهلل وجهه عندما اجرى الطبيب لوالدته العملية ولاقت النجاح .
ووضع ألمه كدافع لنجاحه وعجزه اصرار على استمراره و فكر لأيام بأختراع آله تمده بالنور ليلا ً حتى لايتكرر هذا الموقف لأي إنسان كان و أخبر َ مكتب تسجيل براءة الاختراع في واشنطن بفكرته و لاقى سخرية كالمعتاد لكنه قال بفخر
" ستقفون يوما ً لتسديد فواتير الكهرباء"
وبعد محاولات فاشلة لاتعد ولاتحصى أضاء توماس اديسون العالم وقال مقولته الشهيرة
" أن أمي هي التي ولدتني، لأنها كانت تحترمني وتثق بي ، أشعرتني أنى أهم شخص في الوجود ، فأصبح وجودي ضرورياً من أجلها وعاهدت نفسي أن لا أخذلها كما لم تخذلني قط."
وبالفعل لم يخذلها ابدا ً و إلى يومنا هذا لم يشهد العالم مخترعا ً كــ توماس اديسون
عندما تألم اديسون أضاء العالم وعندما تألمت أنت َ ماذا فعلت للعالم ؟؟