تحقيق- أولوند يضطر إلى تبني بعض أساليب ساركوزي

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
باريس (رويترز) - بعد أربعة أشهر من توليه رئاسة فرنسا أجبر تراجع شعبيته والمشاحنات داخل مجلس الوزراء والحديث عن الجمود فرانسوا أولوند على إعادة النظر في أسلوب القيادة اللين الذي أثار الشكوك حول قدرته على انعاش الاقتصاد الفرنسي.
يقول مساعدون إن الرئيس الاشتراكي الجديد قرر على مضض أنه بحاجة إلى أن يبدو أشبه قليلا بسلفه نيكولا ساركوزي بعد أن نأى بنفسه عن الأسلوب المتغطرس للرئيس السابق المحافظ كي يتمكن من الفوز في الانتخابات في مايو آيار.​
وسيحاول أولوند يوم الأحد أن يروج لأجندة سياسية جديدة خلال مقابلة تلفزيونية من النوع الذي كان يفضله ساركوزي على أمل أن يتغلب على تراجع معدل شعبيته إلى 44 في المئة في أغسطس آب من أكثر من 60 في المئة في مايو آيار.​
فبعد فوزه في الانتخابات التي جرت في مايو بنحو 51.6 في المئة من أصوات الناخبين انخفضت شعبية أولوند لأقل من 50 بالمئة في أقل من نفس الوقت الذي استغرقه ساركوزي ليخسر شعبيته.​
وقال مصدر قريب من الرئيس لرويترز "أدرك أنه بحاجة إلى التحرك بوتيرة أسرع. كان يعمل على أساس ان الناس ملت نشاط ساركوزي المفرط لكنه يسعى الآن إلى تحقيق توازن بين الأسلوبين."​
وأوضح المستشارون الرئاسيون لاولوند أن الناس اعتادت أن يبلغهم ساركوزي بكل صغيرة وكبيرة عن تحركات حكومته ما جعل نهج عدم التدخل الذي يتبعه الرئيس الجديد يدفعهم للتساؤل عما إذا كان غافلا عما يجري حوله.​
ورغم أنه يتمتع بأغلبية اشتراكية كبيرة في البرلمان وبمقدروه أن يتطلع إلى فترة ولاية رئاسية تستمر خمس سنوات دون أي تحديات فانه يحتاج إلى معالجة الانقسامات داخل حزبه حول كل شيء من خفض الانفاق إلى تعزيز الوحدة الأوروبية وسياسة الهجرة.​
ويتعين على أولوند أن يحشد الرأي العام وكبار رجال الأعمال والنقابات العمالية وراء اجراءات تهدف لتحقيق توازن في ميزانية الدولة وتوفير وظائف للعاطلين الذين يقدر عددهم بنحو عشرة في المئة من الفرنسيين.​
وكان معدل البطالة الذي بلغ أعلى مستوياته في 13 عاما فضلا عن أسلوب ساركوزي الاستعراضي هو الذي دفع الناخبين لاختيار أولوند الاشتراكي الذي يستقل دراجة نارية ويذهب بنفسه لشراء احتياجاته من السوبر ماركت.​
وأثار شعاره "حان وقت التغيير" آمالا عريضة وأظهر استطلاع للرأي في أواخر أغسطس آب أن 72 في المئة ممن شملهم الاستطلاع يعتقدون أنه يعمل ببطء أكثر مما ينبغي.​
وذكر المصدر القريب من أولوند "خلق ساركوزي هذا التعطش للعمل والتحرك وأصبح الأمر مثل الادمان. ليس سهلا على شخص مثل أولوند أن يغير من نفسه لكنه في حاجة إلى اظهار قدر أكبر من اثبات وجوده."​
وأذكت الخلافات بين وزيري المالية والموازنة ووزير الصناعة الأكثر ميلا إلى اليسار حول خفض توقعات النمو المخاوف من أن أولوند شخصية لينة بصورة تجعله لا يستطيع السيطرة على فريقه.​
ولم يكن أولوند معروفا خارج فرنسا عند انتخابه في مايو ولا يزال المستثمرون الأجانب يحاولون سبر أغواره.​
وداخل فرنسا حيث يقود أولوند الحزب الاشتراكي منذ عشر سنوات حسم الناس أراءهم بسهولة.​
فقد انتقد كبار رجال الأعمال ما يرونه تحيزا ضد الشركات وقام واحد على الأقل بزيارة الرئيس سرا لتحذيره من أن خططه لزيادة الضرائب على الشركات لتعزيز ايرادات الدولة ستخنق التجارة.​
ومن المرجح أن تحتوي الميزانية التي ينوي الكشف عنها هذا الشهر على تخفيضات مؤلمة في الانفاق فيما يسعى أولوند إلى تعزيز شعبيته. ويعاني الرئيس الفرنسي من ضغوط خارجية متزايدة لاصلاح قوانين العمل والرسوم التي تجعل الشركات غير قادرة على المنافسة والاستجابة لمطالب المانيا بتحقيق التكامل المالي والسياسي لأوروبا بهدف التغلب على أزمة الديون.​
يقول لوران بينيت الذي نشر كتابا عن تجربته في مرافقة أولوند خلال حملته الانتخابية "المشكلة كبيرة لدرجة أن اولوند ليس لديه من خيار سوى الاستجابة."​
ويعتقد بينيت وهو ليس من مؤيدي أولوند أن ما يبديه من مرح ولا مبالاة بالنقد يخفي مهارات سياسية بارعة وعزما لا يلين.​
وأضاف لرويترز "انه استاذ في التوقيت السياسي" مشيرا إلى أن أولوند غير بنجاح ايقاعه خلال حملته استجابة للانتقادات التي وجهت إليه بانه "لين" من خلال اقتراح أثار اهتمام الناخبين بفرض ضريبة 75 بالمئة على دخول الأغنياء.​
واستطرد "المسار الذي ينتهجه يجعله يبدو مترددا وغير حاسم لذا يغير أسلوبه."​
ويسعى أولوند الآن إلى تعديل خطته بفرض ضريبة 75 في المئة على دخل الأغنياء في أعقاب انتقادات غاضبة من قطاع الأعمال وأحاديث عن أن أصحاب الدخول المرتفعة بدأوا يرحلون عن فرنسا.​
وخلال مساعيه لاستعادة شعبيته أسرع أولوند بفرض تخفيضات مؤقتة على رسوم الوقود. وسيسعى أولوند خلال ظهوره التلفزيوني يوم الأحد الى اظهار سيطرته على حكومته الشابة.​
كما سيحرص أيضا على استعادة صورته المتزنة التي تضررت بكتب صدرت هذا الشهر وتحدثت عن العداء بين صديقته الحالية الصحفية فاليري تريرفيلير والسابقة سيجولين روايال وهي زعيمة اشتراكية بارزة.​
وقال فرانسوا كالفون محلل استطلاعات الرأي الذي يعرف أولوند منذ سنوات إنه بعد خمس سنوات من ظهور ساركوزي المحموم في وسائل الاعلام والأضواء التي أحاطت بزوجته عارضة الأزياء السابقة اعتاد الفرنسيون على بريق وجاذبية الشخصيات السياسية.​
وقال "غيرت رئاسة ساركوزي الأمور إلى الأفضل... ستستمر ظاهرة سطوة الرأي العام."​
وتؤيد أغلفة المجلات الاخبارية الفرنسية الصادرة هذا الأسبوع هذا الرأي.​
تقول مجلة ماريان "استيقط يا أولوند فهناك حريق." بينما تتساءل لو اكسبريس "ما العمل اذا اتضح ان أسلوب ساركوزي كان سليما؟"
 
أعلى