عمر رزوق
بيلساني مجند


- إنضم
- Nov 12, 2008
- المشاركات
- 1,395
- مستوى التفاعل
- 45


تراب وكلاب
لا تُكثروا وصفَ الكلاب
فليس في الدنيا كلاب
عقّدتُمونا بالحديثِ عن العدوِ بكلِ باب
والنبحُ
هذا ليسَ نبحٌ
إنّما كُفُّ السلام
تزُقُّ أنغام الرباب
ويحي
وما بال المخالبُ كالحراب
يا للتَزَمّتِ
تجعلونَ الحبّةَ مثلُ القباب
حسناً
وما بال الدماء على يديه
لعلّها بعضُ الخِضاب
فلترقصوا
فالكونُ غنّى والأباعد في اقتراب
خلّوا التزمّت جانبا
وارموا التخلّف خلفكم
ماذا عن التاريخِ يشهدُ
والقبورُ على الهضاب
ماذا عن الآيات
نعلن إنما هذا سراب
ماذا عن الحقدِ الدفينِ
وأينَ مخزون َالسنين
أترى ستنسى جنسها تلكَ الكلاب
أو قدْ عميتم
عن حسام الغدرِ يقطرُ في القِراب
أوَ قدْ نسيتم
قرنَ عامٍ طافحٍ بلظى العذاب
أوَ قدْ جهلتم
إن في تلك الثغور الباسماتِ سمومُ ناب
أوَ قدْ عميتم أم نسيتم أم جهلتم
أم تغشّى وعيكم سترُ الضباب
ويسيرُ دولابُ السنينَ على الرقاب
فيموجُ طوفانُ العدوِ مزمجراً
ويضئُ للحربِ الشهاب
وتسيلُ بالنارِ الأباطحَ والشعاب
ويهُزُّ صوتُ القاذفاتِ الأرضَ
من فوقِ السحاب
فتصُبُّ أطنانَ الدمارِ على الرؤوسِ
لدى الذهابِ وفي الإياب
ويطأطئ ُ الذلُّ الرؤوسَ
فتختفي بين الثياب
ويبررون الأمرَ إن الهدمَ لا يعني الخراب
حكموا
وهم شهِدوا
وصدّق حكمهم ظفرٌ وناب
ونتيجةُ " العدل " الدمارَ بلا حساب
وجماجمٌ نُثِرَتْ
وهاماتٌ تُزال
وألفُ ألفٍ
يُرحّلونَ من الشقاءِ إلى العذاب
إن كانَ هذا الكلبُ أخفى وجهه
وظننتموهُ مؤنساً
وطربتمُ لحديثهِ
فلتنظروا
آثارَهُ في الأرضِ تفضحُ أمرَ ما تحتَ الثياب
أوَ بعدَ أنْ رأتِ العيونُ الحقَ في نورِ الضحى
نستنطقُ الأحلام
ننتظرُ الجواب
أوَ بعدَ أنْ غُصنا إلى آذاننا بدمائنا
نرنو إلى سربِ الحمام
وغصنُ زيتونٍ
ونرجو الماءَ في الأرضِ اليباب
ها قدْ لهثنا في ميادين السلام
لوحدنا
وَهْمُ السلامِ أمامنا ووراءنا أشباحُنا
حتى غدَونا مثلُ أسرابِ الذباب
ماذا استفدنا غيرَ أطنانِ الكلام
ونثرُ ماءَ وجوهِنا
ووقوفُنا في كلِ باب
مهما جهرتم بالصياحِ عن السلام
فأُذْنُ من ترجونَ ترفضُ كلَ مجهول الكلام
لا تتعبوا
بل ترجموا هذا الصياح إلى كفاح
وأرسلوه قصيدةً حجريّةً
تجلو عن الحقِ التراب
عمر رزوق