الوعد السوري
أنا بتنفس حرية


- إنضم
- Jan 5, 2009
- المشاركات
- 3,838
- مستوى التفاعل
- 124
- المطرح
- مدينة المآذن والشهداء .... دوما
اقتربتِ الذكرى
ودنا الضيفُ القاتل
يُذَكّرني بفقدِ بصري
وليستِ العينُ هي كلُّ الأبصار
عصفتِ الريحُ بوردتين
كانتا لي روحاً
تخاطفتهما الأقدار
اقتُلعتا من بستانِ عمري
في ليلٍ لم يلهِ نهار
منذ ذلك الحين
لم أرَ الشمسَ التي أعرفها
لم أبتسمْ إلا
كي لا أنهار
منذ ذاك اليوم
مازارني الربيع
أو لعلّي لم أستقبلهُ
إلا بالأعذار
أيها الشهرُ الغدار
سلبتني أغلى ما أملك
فهل بخلتَ عليّ
أن ألحقَ بالأزهار
لو مرتْ خمسون عاماً
لن أنسى
جَرْحَك لقلبي
وكيف استلذيت بتعذيبهِ بالنار
في كل لحظةٍ
يُفتحُ فيها جرحي ألعَنُكَ
وفي كلّ يومٍ ألعَنُكَ
ومع كل شهيقٍ وزفيرٍ ألعَنُكَ
لعنتي مع كل دمعة سكبتُها
وقِسْ بمدادِ البحار
جعلتَ الحزنَ ظِلّي
وثوبي الذي لا أخلعهُ
سيّان الأمرُ عندي
قليلٌ من العلقمِ أو الإكثار
الموت حقٌ... وأكرههُ
وأمقتهُ...
وأعاديهِ من الزوّار
حصدَ محصولي باكراً
قبلَ أنْ يثمر
لا بل وقبلَ النضوج
ولم أذقْ طعمَ الثمار
تَعِبَ الفلاحُ في زرعهِ
وذهبَ تعبهُ مع الإعصار
أنا الزارعُ الذي
أصابَ أرضه الدمار
وتناثرتْ مشاعرهُ
مابين الحزنِ على من رحلوا
ومعاداةِ الموت الجبار
لو كنت إنساناً لمزقتك
أو جنياً لحرقتكَ
ولكني لا أملك من أمري شيئاً
إلا أن أقول لك
وقد ذبحتني في أيامك الأولى
ولوعتني في لحظاتكَ الأخيرة
ودون أن أملّ التكرار
وبغصةٍ تخنقها الدموع
أصيح في وجهك:
تباً لك يا أيار
تباً لك يا أيار
التعديل الأخير: