Mohamed Tamer
بيلساني فعال




- إنضم
- Feb 25, 2013
- المشاركات
- 119
- مستوى التفاعل
- 1

كنت مراهقاً .. في ذلك العمر الذي يظهر فيه شاربك الأول و تمتلك فيه حافظة نقود خاصة و حبيبة وهمية خاصة و تقاوم دعوات أصدقائك إلى التدخين و تبدأ فيه بالإستماع إلى سيلين ديون و فيروز و صوت المطر لكن ينقصك شيء هام جداً .. تصل في النهاية لعند الموظف الكئيب إياه و الذي يخبرك بأنك بحاجة إلى إعفاء تبرع دم .. إعفاء تبرع دم ؟ نعم .. لكني ليس لدي إعفاء ..
إيه بتتدبر ( و هو ينظر إليك بتلك النظرة الكريهة المعروفة ) . تجاوبه ببراءة منقطعة النظير : طيب بصير إذا تبرعنا بالدم بدال ما نجيب إعفاء .. ينظر لك الموظف بصمت مقزز و هو يشعر و كأنه منحك نعمة" ما و أنت ترفسها بكل قلة أدب : إيه تصطفل يااا رووح تبرع بالدم خلي ياخدولك دمك كلو أنا شو فارقة معي المهم بتجبلي وصل .. تخرج بصمت تلاحقك نظرات الموظف و هو يلاحقك بالتمتمة على هذا الجيل الذي لا يفهم و لا يقدر المعروف .. تذهب إلى بنك الدم و تقف في صف الطابور الطويل الطويل .. تصل في النهاية إلى المكان المنشود و يجلسك الممرض على الكرسي و بعد جس سريع لأوردة ذراعك يدفع بتلك الإبرة الغليظة في أحد العروق و يبدأ دمك الأحمر الغامق بالتسرب أمام عينيك .. إغماءة صغيرة ليست مشكلة .. بعد دقائق من الإستلقاء يخرجونك إلى غرفة إنتظار متهالكة و هناك يقدمون لك مالم تتخيله في حياتك : كأس شاي ثقيل و شديد الحلاوة و علبة من البسكويت الحكومي إياه .. هل كان بسكويت الشرق؟ أم بسكويت ويفر؟ لا أذكر بصراحة لكن كان هناك عليه بعض عبارات التقدير البسيطة بالعربية و هم يشكرونك على التبرع بالدم .. تخرج من المركز و أنت فخور بنفسك فعلاً تحمل علبة البسكويت دون أن تضعها في كيس فأنت قمت بعمل بطولي منذ قليل .. لا داعي لأتحدث عن أن الإبرة لم تكن إبرة جديدة بل يتم تعقيمها بكثير من الإهمال بالبوفيدون فقط .. لا داعي لأصف لك أظافر الممرض الذي قام بالإجراءية .. لكن كأس الشاي تلك و علبة البسكويت الغير صالحة للإستهلاك البشري أعطتك جرعة صغيرة جداً من شيء محظور في سوريا كالهيروين و أكثر :
جرعة تقدير و كرامة
إيه بتتدبر ( و هو ينظر إليك بتلك النظرة الكريهة المعروفة ) . تجاوبه ببراءة منقطعة النظير : طيب بصير إذا تبرعنا بالدم بدال ما نجيب إعفاء .. ينظر لك الموظف بصمت مقزز و هو يشعر و كأنه منحك نعمة" ما و أنت ترفسها بكل قلة أدب : إيه تصطفل يااا رووح تبرع بالدم خلي ياخدولك دمك كلو أنا شو فارقة معي المهم بتجبلي وصل .. تخرج بصمت تلاحقك نظرات الموظف و هو يلاحقك بالتمتمة على هذا الجيل الذي لا يفهم و لا يقدر المعروف .. تذهب إلى بنك الدم و تقف في صف الطابور الطويل الطويل .. تصل في النهاية إلى المكان المنشود و يجلسك الممرض على الكرسي و بعد جس سريع لأوردة ذراعك يدفع بتلك الإبرة الغليظة في أحد العروق و يبدأ دمك الأحمر الغامق بالتسرب أمام عينيك .. إغماءة صغيرة ليست مشكلة .. بعد دقائق من الإستلقاء يخرجونك إلى غرفة إنتظار متهالكة و هناك يقدمون لك مالم تتخيله في حياتك : كأس شاي ثقيل و شديد الحلاوة و علبة من البسكويت الحكومي إياه .. هل كان بسكويت الشرق؟ أم بسكويت ويفر؟ لا أذكر بصراحة لكن كان هناك عليه بعض عبارات التقدير البسيطة بالعربية و هم يشكرونك على التبرع بالدم .. تخرج من المركز و أنت فخور بنفسك فعلاً تحمل علبة البسكويت دون أن تضعها في كيس فأنت قمت بعمل بطولي منذ قليل .. لا داعي لأتحدث عن أن الإبرة لم تكن إبرة جديدة بل يتم تعقيمها بكثير من الإهمال بالبوفيدون فقط .. لا داعي لأصف لك أظافر الممرض الذي قام بالإجراءية .. لكن كأس الشاي تلك و علبة البسكويت الغير صالحة للإستهلاك البشري أعطتك جرعة صغيرة جداً من شيء محظور في سوريا كالهيروين و أكثر :
جرعة تقدير و كرامة