حسام الحلبي
جنرال


- إنضم
- Oct 3, 2008
- المشاركات
- 6,719
- مستوى التفاعل
- 69
- المطرح
- دمشق باب توما


مشهد قذف الحذاء في وجه الرئيس الأمريكي والذي رآه الملايين حول العالم مشهد تاريخي سيبقى في ذاكرة الناس كما بقيت مشاهد أخرى مثل سقوط بغداد وضرب تمثال صدام بالأحذية والدفاع عن المسجد الأقصى من دخوله من قبل شارون بالأحذية واستشهاد شيخ المجاهدين المقعد على كرسيه بصواريخ العدو واعدام صدام حسين على حبل المشنقة وغيرها من المشاهد التي حجزت موقعها في قلب التاريخ سواءً كانت هذه المشاهد ضد أو في صالح هذه الأمة .
لم يكن ذلك المشهد عادياً بل كان متميزاً بكل المقاييس سواءً كان التوقيت أو المناسبة أو الطريقة أو النتيجة أو حتى ردة الفعل فالتوقيت كان في لحظات الوداع التي عادة لاتنسى والمناسبة هي من أهم المناسبات عالمياً فهي في مؤتمر صحفي يعلن خلاله عن نتائج الإحتلال والطريقة كانت صادرة من القلب بل وأكد عليها بالقول وذلك بأسلوب رمي الجمرات فكان يهتف مع كل فردة حذاء يرميها في وجه الرئيس تأكيداّ لما يحمله من مشاعر إتجاهه والنتيجة وإن كان ظاهرها خاسرة إذ تمكن الرئيس من تجنب الفردتين بمهارة عجيبة ولكن في مضمونها هي ايجابية فلم يصب أحد أو يتضرر إذ أنه لو أوقع هذا الأمر ضرراً فلربما أوجد شيئاً من التعاطف لدى الطرف الآخر فليس القصد هو الحاق الضرر بقدر ماكان القصد هو الإهانة والتعيير عما يعيش في صدور الملايين أما ردة الفعل فقد كانت مثاراً للسخرية إذ أنه تم ربطها بالتأكيد على الديموقراطية في هذا الوطن المحتل .
إن أحوال المتكبرين والمتغطرسين واحدة عبر التاريخ فهم مهما حاولوا خداع الناس والكذب عليهم وأيهامهم فإنهم يفضحون في نهاية الطريق وقد أكد المحتل في بداية احتلاله بأن الشعب العراقي سيقوم بإستقباله بالورود والزهور وهاهي الورود تودعه ولكنها في هيئة جزم وكما قام الشعب بضرب تمثال صدام حسين بالأحذية عند سقوط بغداد فهاهم يرمون الأحذية بالأمس في النجف على القوات الأمريكية المحتلة .
لقد جاء الزائر الذي يدعي أن العراق أصبح ديموقراطياً متخفياً في جنح الظلام ليودع حاشيته التي حاولت أن تدافع عنه وليعلن أنه قد أنفق من أجل حريتهم قرابة التريليون دولار وليؤكد أن المستوى الأمني تحسن وغيرها من البشائر التي هي كذب محض واستمرار لمسلسل الجرائم الذي يقدمه المحتل يوماً بعد يوم فالضحايا بالعشرات كل يوم والفقر انتشر في كل مكان والرعب أصبح الشعار الخاص بالعراق والطائفية ظهرت بوجهها القبيح في كل قطر من أقطاره ونهبت الممتلكات ودمرت البنى التحتية وأصبح العراق شبحاً مخيفاً يسيطر عليه جلاد بغيض .
على الرغم من إيماني بأن اللجوء إلى أسلوب العنف ليس الوسيلة الصحيحة للتعبير عما يجيش في الصدر ، وعلى الرغم من قناعتي بأن لكل رئيس مهما صدر منه مكانته الرسمية ولكل صحفي رسالته التي يقدمها وسلاحه الذي يحمله وهو الكلمة الصادقة وليس زوج الحذاء إلا أن قبول هذا الموقف وإستحسانه من عامة الناس كان بسبب أن الناس كانوا ينتظرون رؤية خاتمة هذا الرجل في نهاية فترته الرئاسية التي لا أعتقد أن هناك فترة أسوأ منها لرئيس للولايات المتحدة فقد بدأت بتفجيرات الحادي عشر من سبتمبر وقتل الآلآف وانتهت بكارثة إقتصادية عالمية وضعت الإقتصاد العالمي في أسوء ركود له وبينهما حروب مستعمرة في كل مكان وضحايا بالملايين وأشلاء ويتامى وغيرها من مشاهد القتل والدمار .
لايجب علينا أن نتوقف عند هذا المشهد لنقرأ ماتبعه من نكات أو تعليقات ساخرة بل يجب علينا أن نؤمن بأن الشعوب مهما واجهت من ظلم وإذلال وإضطهاد فلايمكن أن تستسلم ، وأن الحق يزهق الباطل وإن طال زمان الباطل وأن الأحرار موجودين في كل مكان وهم الأمل الباقي لهذه الأمة ليعيد لها مكانتها ويحمي شرفها أما منتظر فللنتظر مصيره أو لندعوا له بالرحمة والمغفرة .