darine
تنهيدةٌ تعانقُ السماء





- إنضم
- Feb 17, 2010
- المشاركات
- 744
- مستوى التفاعل
- 34
- المطرح
- قبلة الثوار

بحلول الثالث عشر من يناير من كل سنة يحتفل سكان شمال إفريقيا بحلول راس السنة الامازيغية التي تصادف هذه السنة مرور2961 سنة على بداية احتفال الامازيغ بهذه الذكرى وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على ان التقويم الامازيغي يعتبر من بين أقدم التقويمات التي استعملتها الإنسانية على مر العصور، حيث استعمله الامازيغ قبل951 ق م.
وبخلاف التقويمين الميلادي والهجري فان التقويم الامازيغي غير مرتبط باي حدث ديني او عقائدي، بحيث ارتبط بحسب البعض بحدث سياسي تاريخي وبحسب البعض الآخر بحدث أسطوري في الثقافة الشعبية الأمازيغية،وهكذا ففي الوقت الذي ذهب فيه أصحاب التيار الاسطوري الى ان بداية هذا التقويم ارتبط بالمعتقدات الامازيغية القديمة التي تحكى على ان امراة عجوز استهانت بقوى الطبيعة واغترت بنفسها وارجعت صمودها في الشتاء القاسي الى قوتها ولم تشكر السماء فغضب يناير رمز الخصوبة والزراعة منها ومن تصرفها فطلب من فورار"شهر فبراير" ان يقرضه يوما حتى يعاقب العجوز على جحودها فحدثت عاصفة شديدة أتت على خيرات أراضي تلك العجوز ومنه تحول ذلك اليوم في الذاكرة الجماعية رمزا للعقاب الذي قد يحل بكل من سولت له نفسه الاستخفاف بالطبيعة لذلك كان الامازيغ السكان الاصليون لشمال افريقيا يستحضرون يوم العجوز ويعتبرون يومها يوم حيطة وحذر يتجنبون الخروج فيه للرعي والاعمال الزراعية وغيرها مخافة من قوى الطبيعة ويكرسونه للاحتفال بالأرض وما يرتبط بها من الخيرات الطبيعية .
هذا في الوقت الذي ذهب فيه البعض الآخر الى ان السنة الامازيغية مبنية على واقعة هزم الامازيغ للمصريين القدامى واعتلاء زعيمهم شيشناق للعرش الفرعوني وذلك سنة950 ق, م بعد الانتصار على الملك رمسيس الثالث من أسرة الفراعنة في معركة دارت رحاها في منطقة بني سنوس قرب تلمسان، حيث يقام سنويا والى الآن كرنفال"إيرار" والذي يعني الاسد، مقارنة لقوة ملكهم شيشناق وسلطانه بملك الغابة.
وتوثق النقوش التاريخية المحفورة على عدد من الاعمدة في معبد الكرنك في مدينة الاقصر بمصر لهذا النصر العسكري وتتحدث هذه الاثار بالتفصيل عن الاسرة الامازيغية الثانية والعشرين.
وبعد ذلك بدأ الامازيغ يخلدون كل سنة ذكرى هذا الانتصار التاريخي ومنذ تلك المعركة أصبح ذلك اليوم رأس سنة جديدة حسب تقويم خاص بحيث اقتبسواعن الرومان أصل تقويمهم وعدله الشيء الذي ظهرت معه الى الوجود الشهور الامازيغية
وفي كلتا الرؤيتين فان احتفال المغاربة بالسنة الفلاحية تعبير عن تشبثهم بالارض وخيراتها ويتجلى ذلك في الطقوس المرتبطة بالاحتفال حيث يتم بالمناسبة اعداد العديد من الماكولات والوجبات التقليدية المتعارف عليها والتي تختلف باختلاف المناطق وبانواع المحصولات المنتجة بها من حبوب وخضر وغيرها، ويتم اعداد"إمنسي" العشاء احتفاءا بالسنة الامازيغية والطعام الذي يقدم يجب ان يشكل رمزا لغنى وخصوبة ووفرة المحصول
.
وارتبط الاحتفال بهده المناسبة قبل دخول الامازيغ في الاسلام ببعض المعتقدات الوثنية، حيث كانت النساء يضعن كميات صغيرة من الطعام الذي تعده الأسرة تحت الموقد وعمود البيت والمغزل للتقرب من الأرواح الخفية ونيل رضاها، وحينما جاء الاسلام هذب هذه السلوكيات لتتماشى مع القيم الاسلامية كما يقول العديد من الباحثين، بحيث اصبح التقرب الى الله يتم عن طريق قراءة الفاتحة والتضرع الى الله لكي تكون السنة الفلاحية جيدة و ليمن على الناس بالخير والرزق والبركة
ويصادف راس السنة الامازيغية شهر يناير من كل سنة وهو ما يعرف بينير، وهي عبارة أمازيغية مركبة من كلمتين وهما يان ويعني الاول، وأيور ومعناه الشهر، بمعنى ان العبارة تعني الشهر الاول . ويطلق البعض على المناسبة، تاكورت أوسكاس وتعني باب السنة، لذلك يعتبر ينير الشهر الاول في اللغة الامازيغية اي اول الشهور في التقويم الامازيغي
اسgاس امgاز
assugas amegas