رسائل رمضان -4

عمر رزوق

بيلساني مجند

إنضم
Nov 12, 2008
المشاركات
1,395
مستوى التفاعل
45
رسائل رمضان -4



هلال رمضان نظرة سياسي بمرقاب شرعي





قال ميكيافلي " الغاية تبرر الوسيلة " .
السياسة ,تستغل وتستعمل أمرا دينيا , وسيلةً لتبرير مقصد وغاية .
عندما تعرف وتفهم وتقيّم , عجز ذلك الرجل السياسي , وعدم قدرته واستطاعته اتخاذ القرار الصحيح والمناسب في الوقت المناسب , تفهم وتستوعب بأن خطاب ها السياسي الذي يحاول التعلّق بأهداب الدين , عبارة عن ملئ الفراغ وردم العجز المستشري في إمكاناته وكفاءته العقلية , حيث المتوقع منه ومنها النهوض بقرار يحسم الموقف , هذا عندما تكون من العارفين العالمين بأنماط السياسيين . أما إن كنت مثلي من عامة الناس , فيسقط عندها ذلك السياسي في نظرنا , في هوة سحيقة, والطامة الكبرى , بأنه يجرّ معه هذا الأمر الديني , وهذا هو الأمر المرّ , وأظنها كارثة تاريخية , عانينا منها وسنبقى نعاني في الأجيال القادمة .
هذا هو الوضع بموضوع رؤية هلال شهر رمضان المبارك , فإن رؤية هلال رمضان قضية مهمّة يوليها المسلمون أولوية , لأنها ترتبط بمسألة تشريعية مهمّة , هي قضية فرض تكاليف دينية على ألإنسان , فبرؤية الهلال تبدأ عبادة الصوم , إذا فالرؤية الشرعية هلال الشهر المبارك , تعيّن بدء التكليف العبادي للمكلَفين بأداء العبادة .
إن الاختلاف في تقرر وتحديد هلال رمضان مستمر لسنين طويلة خلت , وإهمال أولو الأمر لحسم هذه القضية واضح جليّ , سواء كان الاختلاف من غير قصد , أو لاستشراء حالة الاسترخاء واللامبالاة حتى وصلت حدود الغفوة , وقد يكون ها الاختلاف بسبب حاكم ظالم مستبدّ , حتى وإن كان بصورة إيحائية , تستلهمه النفوس أي الاختلاف العازفة عن المماحكة والمصادمة مع هذا الحاكم , وذلك للمحافظة على الهالة الدينية " المقدسة " التي يحيطون أنفسهم بها . وكذلك استيحاء المسؤولين عن هذا الأمر , بأن هذا الأم خطا أحمر لا يجوز تجاوزه , وإلا تعرضوا للعقوبة .
يتحاور الناس حول أسباب الاختلاف في قضية رؤية الهلال , وكالعادة ينتهي الحوار دون التوصل لاتفاق لأسباب عديدة أهمها , عدم دراية المتحاورين بعوم الأحكام الشرعية , عدم الفهم الدقيق للنصوص القرآنية ذات العلاقة , عدم تحمّل الناس مسؤولياتهم والاعتماد على الغير باتخاذ القرارات نيابة عنهم . مناطق فراغية وبؤر تستقطب في أغوارها نوايا سياسية ذات سؤ , فإن تحميل الأمر الفقهي والشرعي , الخاص بأمر وشأن ديني , بعدا سياسيا , هو حرب على المسلمين بالإسلام , فعلى مرّ العصور والدهور واستغل الحكّام غرة رمضان لصالح حكمهم , فيحركون المؤسسة الدينية التابعة لقصر الحاكم , لاستصدار فتاوى , تتسم ويطغى عليها طابع السبق الإعلامي .
أتساءل ... ماذا لا تبادر المرجعيات الدينية لحسم هذا الاختلاف بالرغم من توفّر أجواء من حرية التعبير عن الرأي داخل المرجعيات الدينية لاحتاج الموقف الإسلامي للتكافل والأخوّة الإسلامية , بعيدا عن الانبهار بالخطابات أمام عدسات الإعلام . ألا تدرك هذه المرجعيات واقع التشرذم والفُرقة والتمزّق التي تستشري في جسد الأمة الإسلامية جراء استدامة العجز عن حسم موضوع رؤية الهلال و هل أصبح هذا الموضوع من الاستراتيجيات النووية , أم من اكتشافات الأسرار الكونية ؟! كون التكرار مستمر يذكي صراع مذهبي عقائدي بين المسلمين , ألم تدرك بعد , كل تلك المرجعيات الدينية بأن توحيد المسلمين , يبدأ بخطوة بسيطة , وإلا لماذا يقولن أن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة ؟! من هذه الخطوات البسيطة توحيد الشعائر لتصل لتوحيد المشاعر . فإذا عجزت كل تلك المرجعيات من ولوج مخرج الاستعصاء لهذا الاختلاف الفقهي ذو التاريخ الموغل في التاريخ , رؤية الهلال , فكيف لها النهوض بمسؤولياتها التاريخية للنهوض بالأمة ؟ّ!
للبداية مرة أخرى , لقد أجمع المسلمون في جميع أصقاع الأرض , على أن رؤية الهلال يجب أ، تكون بالعين المجرّدة , ولا اعتتبار للمراقب غير أنها تساعد في تحديد مكان وزاوية الرؤية . (... فمنْ شَهِدَ منكم الشهر فليصمه ...) الآية ... لقد أجمع جميع المفسرون على أن معنى كلمة " شهد " هو الرؤية بالعين المجرّدة . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم " صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ..... الحديث " , أذن , هناك إجماع من العلماء , أن الصيام يتحقق بأمرين متلازمين , أولهما تواجدي وهو وجوب فريضة الصيام على كل من كان مقيما أي لم يكن مسافرا , وثانيهما تشخيصي , أي مشاهدة الهلال بالعين المجرّدة , دن أية واسطة .
إذن لأي مدى يستطيع علماء الدين توظيف ما توصل إله علم الفلك والرصد , لصالح أمر إثبات رؤية الهلال بصورة قطعيّة ؟ نقاش يُتداول كل عام بين علماء الرصد والفك وبين الفقهاء , وبين عموم الناس . لقد أوضح علماء الدين في رسائلهم وتقريراتهم بأن هلال رمضان وغيره من الشهور , يثبت بالرؤية , أو بانقضاء ثلاثين يوما من بداية الشهر السابق , فالهلال عندما يولد من المحاق تحتاج العين المجرّدة من 7 إلى 15 ساعة لرؤيته , ولكن بالرؤية المرقابية تراه قبل ذلك , الأمر الذي يرفضه جميع علماء المسلمين لتعارضه مع التفسير القرآني لكلمة شهد , حيث أن المشاهدة تقتضي الرؤية بالعين المجرّدة .
 

دموع الورد

رئيس وزارء البيلسان

إنضم
Dec 19, 2009
المشاركات
13,384
مستوى التفاعل
139
المطرح
هنْآگ حيثّ تقيأت موُآجعيّ بألوُآنْ آلطيفّ..
رسايل :

يااارب انا في قمة ضعي وفي عز احتياجي اليك فكن معي

أعلى