سكون الليل
رَذَاذْ الرُوحْ


- إنضم
- Mar 19, 2010
- المشاركات
- 412
- مستوى التفاعل
- 19
- المطرح
- على مشارف الكلمة


زوجها خالد لن يأتي قبل السابعة مساءً من عمله، وهذا موعدها اليومي مع الشرفة ..،وهو
موعد لم يتغير لسنوات ، فالشمس الآن قد أشاحت بوجهها القاسي عن هذا الجانب من البناء
والتفت لتجرب عزمها في غيره..
حارت فيما ستصحبه معها إلى الشرفة ، فقد قرأت كل الكتب الموجودة في المكتبة لمرة أو
مرتين ..، لذلك بدا لها أن ألبوم الصور فكرة تستحق المحاولة ، فأخذته واتجهت إلى الشرفة
الواسعة ..
قالت لها أمه :
_ لا يمكن أن يعيش ابني عمره كله هكذا .. لذا لا تستغلي حبه لك ودعيه يعيش حياته..
عندما دخلت الشرفة أطلت الياسمينة الكبيرة من الجانب بتحيتها المعهودة .. عطر ناعم يعبق
مع النسمات ، يبدو وكأنه من الجنة ..
كان ألبوم الصور منتفخاً .. كأن جراح لذكريات النازفة داخله قد تورمت ..، أخذت نفساً عميقاً
وفتحت أول صفحة ، فطالعتها صورتها وهي في السادسة من عمرها بين أبيها وأمها .. يالها
من أعين ملأى بالرضى .. كان زماناً سعيداً رغم أنها كانت من أسرة فقيرة ، كان الأب بحنانه
الدافق والأم بتدبيرها يستطيعان أن يجعلا من أي شيء مناسبة سعيدة ..لكن ذلك لم يدم طويلاً،
فلقد مات أبوها فجأة بمرض لم يمهله طويلاً ، جعل أمها عصبية دائمة الخوف من الأيام
وبرأيها أن السبيل الوحيد إلى السعادة هو ضمان المستقبل و.... و....
قالت لها أمها :
- يجب ألا تتنازلي عن أي من حقوق إذا طلقك ، بل بالعكس ..تمسكي بالبيت .. يجب أن
يصبح البيت من نصيبك ..
وهذه صورتها مع سمر وليلى في المرحلة الثانوية .. صديقتي العمر .. ليلى الآن مع زوجها
في السعودية .. ولم ترها منذ ثلاث سنوات رغم أنها كانت في البلد الصيف الفائت ..تسمع
أنها سعيدة ..وهذا ما يهمها ..، وسمر التي تزوجت بعد قصة حب طويلة ..تعيش معاناة
طويلة فزوجها تكشف عن انسان انتهازي ، يعيش عالة عليها ويبحث دائمً عن صيد جديد ..
قال لها خالد عندما فاجأته في الشرفة يبكي وهو ينظر إلى زوجين يتمشيان مع طفلهما على
الطرف المقابل من الشارع ... :
-لا ..أنا لا أبكي .. إنها الحساسية .. أنت تعلمين .. هذا موعدها ..
قفزت إلى عينيها دمعة رغماً عنها عندما نظرت إلى صورتها مع خالد أيام الخطبة .. كانا
يقفان عند السور المطل على البحر .. ساعة الغروب ..شيء يشبه الرومانسية التي تصورها
الأفلام العربية .. تستند هي على كتفه .. ويحيطها بذراعه ..
الشمس مالت إلى الغروب ، والساعة تقترب من السابعة .. هاهو يوم آخر آذن بالرحيل ..ترى
كيف سيكون الغد ..؟
قلت لها جارتها ( التي تعرف كل شيء في الدنيا ) .. :
-خذي حذرك .. ربما سيتزوج من أخرى ..
سمعت صوت الباب يفتح .. وصوت خطا خالد تتجه نحوها ..
- لا أعلم أحداً في الدنيا ينافسني حبك .. سوى هذه الشرفة ... لقد بدأت أغار .. قال ذلك
مازحاً .. وانحنى وطبع قبلة على خدها .. ثم بلهجة أرق ..
-لن أسألك عما طبخت ليوم ..لقد أحضرت طعاماً جاهزاً من السوق .. هيا لنعد المائدة ..
وضع ألبوم الصور جانباً .. ودفع كرسيها المتحرك الذي تجلس عليه منذ سنتين يعد ذلك
الحادث ..وهو يحدثها عن يوم عمله الشاق
موعد لم يتغير لسنوات ، فالشمس الآن قد أشاحت بوجهها القاسي عن هذا الجانب من البناء
والتفت لتجرب عزمها في غيره..
حارت فيما ستصحبه معها إلى الشرفة ، فقد قرأت كل الكتب الموجودة في المكتبة لمرة أو
مرتين ..، لذلك بدا لها أن ألبوم الصور فكرة تستحق المحاولة ، فأخذته واتجهت إلى الشرفة
الواسعة ..
قالت لها أمه :
_ لا يمكن أن يعيش ابني عمره كله هكذا .. لذا لا تستغلي حبه لك ودعيه يعيش حياته..
عندما دخلت الشرفة أطلت الياسمينة الكبيرة من الجانب بتحيتها المعهودة .. عطر ناعم يعبق
مع النسمات ، يبدو وكأنه من الجنة ..
كان ألبوم الصور منتفخاً .. كأن جراح لذكريات النازفة داخله قد تورمت ..، أخذت نفساً عميقاً
وفتحت أول صفحة ، فطالعتها صورتها وهي في السادسة من عمرها بين أبيها وأمها .. يالها
من أعين ملأى بالرضى .. كان زماناً سعيداً رغم أنها كانت من أسرة فقيرة ، كان الأب بحنانه
الدافق والأم بتدبيرها يستطيعان أن يجعلا من أي شيء مناسبة سعيدة ..لكن ذلك لم يدم طويلاً،
فلقد مات أبوها فجأة بمرض لم يمهله طويلاً ، جعل أمها عصبية دائمة الخوف من الأيام
وبرأيها أن السبيل الوحيد إلى السعادة هو ضمان المستقبل و.... و....
قالت لها أمها :
- يجب ألا تتنازلي عن أي من حقوق إذا طلقك ، بل بالعكس ..تمسكي بالبيت .. يجب أن
يصبح البيت من نصيبك ..
وهذه صورتها مع سمر وليلى في المرحلة الثانوية .. صديقتي العمر .. ليلى الآن مع زوجها
في السعودية .. ولم ترها منذ ثلاث سنوات رغم أنها كانت في البلد الصيف الفائت ..تسمع
أنها سعيدة ..وهذا ما يهمها ..، وسمر التي تزوجت بعد قصة حب طويلة ..تعيش معاناة
طويلة فزوجها تكشف عن انسان انتهازي ، يعيش عالة عليها ويبحث دائمً عن صيد جديد ..
قال لها خالد عندما فاجأته في الشرفة يبكي وهو ينظر إلى زوجين يتمشيان مع طفلهما على
الطرف المقابل من الشارع ... :
-لا ..أنا لا أبكي .. إنها الحساسية .. أنت تعلمين .. هذا موعدها ..
قفزت إلى عينيها دمعة رغماً عنها عندما نظرت إلى صورتها مع خالد أيام الخطبة .. كانا
يقفان عند السور المطل على البحر .. ساعة الغروب ..شيء يشبه الرومانسية التي تصورها
الأفلام العربية .. تستند هي على كتفه .. ويحيطها بذراعه ..
الشمس مالت إلى الغروب ، والساعة تقترب من السابعة .. هاهو يوم آخر آذن بالرحيل ..ترى
كيف سيكون الغد ..؟
قلت لها جارتها ( التي تعرف كل شيء في الدنيا ) .. :
-خذي حذرك .. ربما سيتزوج من أخرى ..
سمعت صوت الباب يفتح .. وصوت خطا خالد تتجه نحوها ..
- لا أعلم أحداً في الدنيا ينافسني حبك .. سوى هذه الشرفة ... لقد بدأت أغار .. قال ذلك
مازحاً .. وانحنى وطبع قبلة على خدها .. ثم بلهجة أرق ..
-لن أسألك عما طبخت ليوم ..لقد أحضرت طعاماً جاهزاً من السوق .. هيا لنعد المائدة ..
وضع ألبوم الصور جانباً .. ودفع كرسيها المتحرك الذي تجلس عليه منذ سنتين يعد ذلك
الحادث ..وهو يحدثها عن يوم عمله الشاق