أيلول
نبض السعادة من رحم الألم


- إنضم
- May 31, 2009
- المشاركات
- 3,932
- مستوى التفاعل
- 109
- المطرح
- أرض الله الواسعة
هل تعرف معنى الكروسان الذي تأكله ؟ ستستغرب عندما تعرف سبب هذه التسمية !!!
في قصة تعود لأكثر من عشرين عاماً ، عاد الابن الصغير ذات يوم من المدرسة غاضب الوجه حيران
احتبست الكلمات في فمه فلا يستطيع أن ينطق وعندما لاحظ الأب كل تلك المشاعر المتباينة على وجهه ،
اقبل عليه مرحباً كي يستطلع الأمر لعله يعرف سبباً لذلك , وإذ بالابن يخرج من حقيبته المدرسية كتاب القراءة ، ويناوله الكتاب مفتوحا على صفحة تحكي قصة تسمية الكرواسان باسمه هذا، وطلب من والده أن يقرأ ذلك الموضوع .
ويا للغرابة كان الموضوع يسرد تاريخ يبين كيف أن العثمانيين غزو أوروبا وأنهم وصلوا في زحفهم غرباً إلى أسوار فيينا عاصمة النمسا الحالية , فاستعصت عليهم لعظم وحصانة أسوارها وطال أمد الحصار دون جدوى
فكان أن فكر الفاتحون العثمانيون في طريقة أخرى للاستيلاء على المدينة وهي الدخول إليها من تحت الأرض , عبر نفق يحفرونه فيتخطون عقبة سور المدينة , وبدأوا بالتنفيذ واستمر الحفر ليلاً ونهاراً حتى كاد العثمانيون أن ينجحوا في خطتهم .
وحدث ما لم يكن في الحسبان , تزامن الحفر ذات ليلة مع اقترابه من مخبز المدينة حيث كان هناك أحد الخبازين النمساويين يعمل ليلاً في مخبزه ليكون الخبز جاهزاً في الصباح لأهل مدينته,
لاحظ ذلك الخباز وسط هدوء الليلة صوتاً غريباً غير معتاد , سمع نقراً منتظماً ومستقراً في باطن الأرض قريباً منه,
حيث يقبع هو في حفرته أمام فرنه المشتعل ففكر فيما عساه أن يكون ذلك النقر المستمر في جوف الليل وفي جوف الأرض، وقادته شكوكه إلى مخاوف كبيرة ,
فاستجمع أمره وتوجه إلى حاكم المدينة فأطلعه على الأمر, حضر الحاكم ومعه الخبراء ليستوضحوا الخبر .
بعد الإمعان علموا بان العثمانيين يحفرون نفقاً تحت الأرض
وكانت خطة الحاكم أن يتركوا العثمانيين حتى يتّموا الحفر ويستعد الحاكم ومن معه ليباغتوهم عند وصولهم إلى سطح الأرض فيقوموا بالقضاء عليهم،
وهكذا كان وتم لأهل فينا ما أرادوا واستطاعوا دحر العثمانيين وكسر شوكتهم وكانت هزيمة نكراء أبيد فيها معظم الجيش العثماني وتم أسر أعداد كبيرة منهم وتحطمت أحلامهم على أسوار فيينا .
وعندما أراد أهل المدينة أن يحتفلوا بالنصر العظيم , وتكريم الرجل الذي كان له في نظرهم الفضل في الانتصار,
أرادوا أن يكون التكريم بحجم الانتصار وأراد الخباز أن يخلد مهنته وإلا ينتهي التكريم بانتهاء المهرجان وانصراف الجميع .
أراد أن يكون التكريم دائماً ومستمراً على مر الأيام والأزمان حتى لا ينسى أهل مدينته دور الخباز في ذلك النصر الكبير,
فطلب موافقة الحاكم على السماح له بصنع خبز على هيئة الهلال
كناية عن شعار عدوهم
يلتهمه أهل المدينة يومياً
ليتذكروا مع إشراقة كل يوم أنهم يقضمون الهلال رمز العثمانيين وشعارهم .
يا للسعادة .. أصبحنا نقضم مايرمز لشعارنا أيضاً