عشتار
بيلساني مجند


- إنضم
- Dec 18, 2009
- المشاركات
- 1,197
- مستوى التفاعل
- 31
- المطرح
- دمشق

أول السطر
كانت بكر والديها ... صغيرة عابثة .. تقفز و تطير فراشة بيضاء تنثر الفرح
بياضها كان يغري بالرسم .. فهي طيبة ! مؤدبة ! مطيعة !!
الكل كان يريد أن يرسم عليها صورته
الكل كان يرغب في الاحتفاظ بها داخل قفصه
و لأنها بيضاء ... تحملت كل عقدهم النفسية ومشاكلهم العقلية
- لا تحكي بهي الطريقة ... لازم تحكي برُقي .... -
- شو هالمياعة والحساسية الزايدة .... شو هالمشاعر المهترية -
- ليش عم تبكي ما بيصير تبكي ... بلعيها ... بلعيها عم قلك أحسن ما ..... -
- شو دبدوب ما دبدوب .. استحي بئى صرتي أد الـ ..... -
نعم تحملتهم طوال تلك السنين
لكنها الآن كبرت ...
لم يعد فيها من البياض ما يتسع لمزيد من تفاهاتهم
لذلك تمزق صفحة الماضي بكل تشوهاتها
تلقي بفتاتها عند أقدامهم ... و تمضي
ها هي الآن تفتح صفحة بيضاء جديدة ..
لترسم فيها بنفسها ... صورة ذاتها ... ذاتها الحقيقية
و ها هي الآن تقف عند أول السطر
على الهامش
تنظر إلى مرآتها ... تتحسس ملامح وجهها بأنامل مرتجفة
فيلسعها حريق دمعة مازالت تعبر متثاقلة أخاديد الجفون
كانت زهرة غضة ... أحبت الحياة وعاشتها بكل تفاصيلها
تعلمت .. عملت ... استمتعت
وعندما كانوا يسألونها ... كانت تجيب ضاحكة :
- لسا ما إجا النصيب -
الآن لم يعد أحد يسألها ... أصبحوا يتهامسون عليها بشفقة
فقد عبر قطار العمر محطتها ولم يترك لها سوى دخانا ً عشش في صدرها
و صفيرا ً حادا ً يصم أذنيها .... عانس
لماذا ؟؟؟ سؤال يعانقها ويضيق ...يكاد يخنقها
لماذا ؟؟؟ سؤال يحتضنها و ينغرس عيقا ً في الصميم
ينشب مخالبه في رحمها المتعطش إلى روح تنبض بين جنباته
إلى خلجات جنين سيقول لها يوما ً : ماما
يتفجر بركان ألمها
- بنات خالاتي وعماتي .. و صديقاتي ... مايا ... سلام .. غادة .. نور ......
كلهن تزوجوا إلا أنا ... ليش .. ليش أنا لأ -
تتحطم المرآة ..... و يبقى السؤال معلقا ً على الهامش
بين السطور
لم يكن ينقصها شيء ... أو هكذا كانت تقنع نفسها
كانت صديقاتها يستعرضن بلهفة صفات فوراس أحلامهن
وينسجن القصص الوردية عن أيام المستقبل
أما هي فما كانت تستمع لأحدايثهن إلا للحصول على مادة تجعل خيالها يحلّق
فذه لعبتها الأحلى ... التخيل
أما كيف تسربت أحلامها إلى أرض الواقع ..
كيف تسلل إلى روحها كعطر وسكنها ...
كيف نذرت نفسها له ولحبه ...
كيف أدمنت أنفاسه و اعتادت رائحة تبغه ....
فهذا سرها الذي تحرص عليه غافيا ً بين السطور
آخر السطر
وتستمر الحياة ...
كانت بكر والديها ... صغيرة عابثة .. تقفز و تطير فراشة بيضاء تنثر الفرح
بياضها كان يغري بالرسم .. فهي طيبة ! مؤدبة ! مطيعة !!
الكل كان يريد أن يرسم عليها صورته
الكل كان يرغب في الاحتفاظ بها داخل قفصه
و لأنها بيضاء ... تحملت كل عقدهم النفسية ومشاكلهم العقلية
- لا تحكي بهي الطريقة ... لازم تحكي برُقي .... -
- شو هالمياعة والحساسية الزايدة .... شو هالمشاعر المهترية -
- ليش عم تبكي ما بيصير تبكي ... بلعيها ... بلعيها عم قلك أحسن ما ..... -
- شو دبدوب ما دبدوب .. استحي بئى صرتي أد الـ ..... -
نعم تحملتهم طوال تلك السنين
لكنها الآن كبرت ...
لم يعد فيها من البياض ما يتسع لمزيد من تفاهاتهم
لذلك تمزق صفحة الماضي بكل تشوهاتها
تلقي بفتاتها عند أقدامهم ... و تمضي
ها هي الآن تفتح صفحة بيضاء جديدة ..
لترسم فيها بنفسها ... صورة ذاتها ... ذاتها الحقيقية
و ها هي الآن تقف عند أول السطر
على الهامش
تنظر إلى مرآتها ... تتحسس ملامح وجهها بأنامل مرتجفة
فيلسعها حريق دمعة مازالت تعبر متثاقلة أخاديد الجفون
كانت زهرة غضة ... أحبت الحياة وعاشتها بكل تفاصيلها
تعلمت .. عملت ... استمتعت
وعندما كانوا يسألونها ... كانت تجيب ضاحكة :
- لسا ما إجا النصيب -
الآن لم يعد أحد يسألها ... أصبحوا يتهامسون عليها بشفقة
فقد عبر قطار العمر محطتها ولم يترك لها سوى دخانا ً عشش في صدرها
و صفيرا ً حادا ً يصم أذنيها .... عانس
لماذا ؟؟؟ سؤال يعانقها ويضيق ...يكاد يخنقها
لماذا ؟؟؟ سؤال يحتضنها و ينغرس عيقا ً في الصميم
ينشب مخالبه في رحمها المتعطش إلى روح تنبض بين جنباته
إلى خلجات جنين سيقول لها يوما ً : ماما
يتفجر بركان ألمها
- بنات خالاتي وعماتي .. و صديقاتي ... مايا ... سلام .. غادة .. نور ......
كلهن تزوجوا إلا أنا ... ليش .. ليش أنا لأ -
تتحطم المرآة ..... و يبقى السؤال معلقا ً على الهامش
بين السطور
لم يكن ينقصها شيء ... أو هكذا كانت تقنع نفسها
كانت صديقاتها يستعرضن بلهفة صفات فوراس أحلامهن
وينسجن القصص الوردية عن أيام المستقبل
أما هي فما كانت تستمع لأحدايثهن إلا للحصول على مادة تجعل خيالها يحلّق
فذه لعبتها الأحلى ... التخيل
أما كيف تسربت أحلامها إلى أرض الواقع ..
كيف تسلل إلى روحها كعطر وسكنها ...
كيف نذرت نفسها له ولحبه ...
كيف أدمنت أنفاسه و اعتادت رائحة تبغه ....
فهذا سرها الذي تحرص عليه غافيا ً بين السطور
آخر السطر
وتستمر الحياة ...