The Hero
الأســــــــــــــطورة


- إنضم
- Jun 29, 2008
- المشاركات
- 20,104
- مستوى التفاعل
- 69
- المطرح
- في ضحكة عيون حبيبي
أكثر من ثمانية عشر شهرا و السوريون منتفضون لأجل حريتهم, فقدنا خلالها أكثر من ثلاثين ألفا (استنادا للأرقام الرسمية و المعلنة ) من الناس الطيبين اللذين كان من المفروض أن يكونوا بيننا يعيشون حياتهم يضحكون.. يغضبون.. يحبون.. ينجبون الأطفال يحلمون نلتقي بهم في الشوارع أو الباصات أو الأسواق أو ربما لا نلتقي أبدا . ربما تتقاطع دروبنا مع دروبهم و ربما لا ..تلتقي عيوننا بعيونهم .لا نعرفهم و لكن نحن مطمئنون أنهم هنا ..بيننا لن يأخذهم موت طاريء قادم مع قذيفة أو رصاصة طائشة أو بسكين أرعن في يد مهووس مختل مريض بالعبودية و الطاعة العمياء لسلطة متوحشة أتقنت كل فنون الموت و التدمير .ينتشر الخراب في اربع جهات الوطن تسير في الشوارع تحاصرك الغصات و أنت ترى تلك الأحياء و الأزقة و الأسواق التي ترعرت بها و قد اجتاحها الخراب تتذكر كل الوجوه الطيبة التي كنت تلتقيها فيها كل الناس الرائعون اللذين كانوا يملؤون هذه الأماكن بالضجيج و الضحكات و الكلمات كل الأصدقاء و مشاوير المساء و سندويشة فلافل أو شاورما عالماشي . كل الفتيات الجميلات الحالمات .. كل هؤلاء قد اختفوا و لم يبقى إلا الصمت و الخراب لا يعكر استمراريتهم إلا اصوات رشقات الرصاص و صفير سقوط القذائف و من ثم ارتطامها بجسد المدينة المتألمة الصامدة حتى انبثاق فجر الحياة الجديدة مرت هذه الأيام و كل شيء قد تغير الشوارع و البيوت و الناس و الهواء نحن لم نعد نحن تغيرنا كبرنا ازددنا معرفة و خبرة مات فينا ذلك الكائن الخانع القانع الذي ظنّ أن هذه السلطة هي ارادة الله على الارض خلقت لأجلهم كما خلقوا لأجلها و أنها لا تليق إلا بهم و لا أحد جدير بها سواهم كما دأبوا على اقناعنا منذ نعومة أظفارنا -
من أجل كل هؤلاء الشهداء و من أجل ألا تذهب تضحياتهم هدرا , من أجل كل الأحياء المحاصرين بالخوف و الدمار و التشريد و الموت, من أجل أطفالنا و مستقبلهم الذي هو استمراريتنا و نحن من يقرر كيف سيكون كما قرر من سبقنا حاضرنا و معاناتنا, من واجب الجميع الآن الوقوف لتقييم كل ما حصل و اعادة صياغة و انتاج كل افكارنا و خططنا للمراحل المقبلة, أعرف سلفا ان ما سأطرحه سيكون موضع خلاف و هذا أمر طبيعي فاتفاق الجميع على رأي واحد هو الحالة غير الطبيعية و المرضية في أي مجتمع, فالثورة ليست فقط في اسقاط الاشخاص بل في اسقاط عقلية الهيمنة والاستبداد و رفض الآخر و احتكار الرأي الذي انتج هذا النظام كما في اسقاط كل علاقات الفساد و المافيوية و المحسوبية من حياة المجتمع والدولة و الاقتصاد و إلا فنحن ذاهبون حتما إلى نظام ديكتاتوري جديد لكن بأشخاص مختلفون
سأبدأ من نقطة هي موضع خلاف شديد يصل لحد تبادل الاتهامات و التخوين حولها من قبل مختلف أفرقاء المعارضة و هي الحوار مع النظام.
مع انطلاقة الحراك الشعبي و بعد فترة ليست بالطويلة طرح النظام بدء حوار وطني, في ذلك الوقت كان من الواضح أن النظام غير جدي في طرحه لأنه كان لا يزال في أوج قوته و لا يزال يعول على نجاح حله الأمني و على أن العنف المفرط و القتل و الاعتقالات ستعيد الناس إلى بيوتها و تحكم قبضته على البلد لأجل غير مسمى و كانت الأدلة على عدم الجدية واضحة في كل سلوك النظام و أركانه من ايغال في القتل و رفض كل اقتراحات التهدئة الأمنية و تهيئة الجو لبدء حوار حقيقي إلى الزج باعداد متزايدة من الشبيحة و الأمن و حتى قطعات الجيش الموالية له في المدن الثائرة إلى ما حدث في مؤتمرات الحوار التي عقدت و التي كان هدفها اعلامي لخداع العالم الخارجي لا أكثر إلى ما طبق من قرارات هذه المؤتمرات على هشاشتها فحتى ما اقترحته هذه المؤتمرات من توصيات (مع أنها بقيت تحت سقف النظام) ضرب بها عرض الحائط و لم تكن بالنسبة لأركان النظام أكثر من حبر على ورق.
لكن ماذا يحدث الآن لنعيد نقاش هذه النقطة :
أولا: من الخطأ استبعاد الحوار كأحد الخيارات المترافقة مع باقي الخيارات من تظاهر سلمي و عمل عسكري و عمل اعلامي و غيره, فألد الأعداء في التاريخ (أكانوا أمما متناحرة أو قوى متخاصمة في الأمة نفسها)جلسوا في النهاية برغم كل الآلام و بحار الدماء على طاولة حوار على الأقل لصياغة بنود الحل النهائي حتى و لو كان من يضع بنود هذا الحل هو طرف واحد, الطرف المنتصر, فاذا كانت هذه هي نهاية كل الصراعات خلال التاريخ البشري فلا أعتقد أننا سنكون شواذا عن هذه القاعدة و إلا فنحن ذاهبون لصراع طويل سيستزف البلد لفترة طويلة و سيؤدي لخراب اقتصادي و هجرات و انهيار الدولة و تفكك المجتمع و ربما لانهيار البلد و تحولنا كما يحذر البعض الآن إلى أمة فاشلة لا سمح الله فحتى بعد سقوط النظام (مهما كان شكل هذا السقوط) فهل تظنون أن قوى الموالاة من الشبيحة و الأمن و بعض القطع العسكرية (و الآن بدأنا نشاهد بعض القوى الجهادية و التكفيرية غير السورية و هي لا تقل خطورة عما ذكرنا) سيلقون السلاح بسهولة أم ربما سيتحولون إلى عصابات مسلحة تنشر الموت و الدمار في كل مكان و من هنا يتحتم على السوريين جميعا الاستعداد لتلك اللحظة (و أخص هنا قوى المعارضة لأن المسؤوليات عليهم ستكون كبيرة خصوصا في المرحلة الانتقالية)التي عليهم الجلوس سويا و وضع بنود الحل الذي لن يكون فيه منتصر سوى السوريين جميعا مع تأمين محاكمات عادلة لكل من تورط بالدم السوري و تعويض أهالي الشهداء و الضحايا و تعويض أهالي المناطق التي تعرضت للدمار و اعادة المهجرين و حل قضية المخطوفين و المفقودين و البدء بعملية البناء للدولة الجديدة العادلة القادرة على توفير الأمن لجميع أبنائها من جميع الطوائف..
ثانيا: مالذي يجعل الحوار أكثر احتمالية و ربما العنوان الأبرز خلال فترة ليست بالبعيدة و بالتالي يحتم الاستعداد له؟
انه الوضع على الأرض فالنظام الآن ليس هو النظام قبل عام و نصف , الآن هناك الجيش الحر و هو قوة حقيقية على الأرض تحقق انتصارات يومية و يوما بعد يوم تزداد رقعة الأرض السورية الواقعة تحت سيطرته , الانشقاقات تعصف بالنظام بشقيه المدني و العسكري و وصلت لأعلى المستويات الحكومية و العسكرية, ان النظام بأسوأ حالاته منذ وصول حزب البعث إلى السلطة و هناك قناعة لدى عدد كبير حتى من أركان النظام أن هذا النظام في طور الاحتضار , اذا استثنينا بعض المهووسين المفصولين عن الواقع و عن أي تقييم عقلاني لهذا الواقع مثل رأس النظام و بعض القادة الأمنيين , ان هذه القناعة مع الانتصارات على الأرض سترغم أركان النظام على التفكير و القبول ببدء حوار حقيقي يؤدي لعملية سياسية تنتهي بتشكيل حكومة توافقية وطنية تقودها المعارضة و تقود مرحلة انتقالية لنظام ديمقراطي انتخابي, ان هذا القبول سيكون بدافع تأمين خروج آمن لهم و لعائلاتهم أو حتى ليكون لهم دور في النظام الجديد اذا كانوا من نظيفي اليد و ممن لم يتورطوا في سفك الدماء, ان العائق الأساسي أمام حصول هذا الأمر هو وجود رأس النظام و الحلقة الأمنية الضيقة المحيطة به و قادة القطع الأمنية و العسكرية المتورطة في قتل السوريين و بالتالي فان أي تطور دراماتيكي مفاجيء يزيل هذه المجموعة سيضع الجميع مباشرة أمام هذا الخيار, و هنا سيدخل النظام في الحوار كطرف (و فعليا الطرف الأضعف) و ليس كراعي كما كان يطالب دائما.
ان الاستعداد لهذه اللحظة و الدفع باتجاهها هو واجب لقوى المعارضة في الداخل و الخارج و لشقيها المدني و العسكري كما أن الاستمرار في رفع شعار لا للحوار و تحويله إلى تابو مقدس يمنع نقاشه و يخوَّن كل من يطرحه لن يكون في مصلحة الثورة و لا في مصلحة الشعب السوري فكما يقول المثل مين كبر الحجر ما ضرب فالمعركة هي بين نظام مستبد ظالم فاسد و بين شعب يتوق لحياة حرّة كريمة و ان لحظة فك الاشتباك في هذا الصراع هي لحظة قادمة لا محالة مع تفكك البنية القمعية للنظام و بعد تلك اللحظة يجب تسريع لحظة فك الاشتباك و وقف الحوار المسلح الذي فرضه النظام فورا للانتقال إلى الحوار العقلاني الانساني المباشر الذي سنفرضه على النظام و لنوفر حيوات العشرات و ربما المئات و الآلاف من زهرة أبنائنا و بناتنا والتي سنكون بأمس الحاجة لها لاعادة اعمار ما خربه هذا النظام, سنكون في هذه اللحظة بأمس الحاجة لكل الحكمة و الطيبة والذكاء التي يتمتع بها الانسان السوري ففي هذه اللحظة لن يكون هناك منتصر و لا مهزوم بل سيكون النصر لكامل الشعب السوري بعيدا عن روح الانتقام و التشفي , ان التعامل بهذا المنطق في لحظة انهيار النظام سيكون له أكبر الأثر في حقن الدماء من جميع الأطراف و في جر كتلة كبيرة من الصامتين و حتى المؤيدين للاقتناع بأن هذا النصر هو نصر لهم أيضا.
انها أفكار احببت تشاركها مع الجميع من منطلق نقدنا البناء لما نرى انه ليس في صالح ثورتنا وشعبنا العظيم الذي تحمّل مالا تحتمله الجبال و مع ذلك ما زال ايمانه بوطنه كبيرا.
من أجل كل هؤلاء الشهداء و من أجل ألا تذهب تضحياتهم هدرا , من أجل كل الأحياء المحاصرين بالخوف و الدمار و التشريد و الموت, من أجل أطفالنا و مستقبلهم الذي هو استمراريتنا و نحن من يقرر كيف سيكون كما قرر من سبقنا حاضرنا و معاناتنا, من واجب الجميع الآن الوقوف لتقييم كل ما حصل و اعادة صياغة و انتاج كل افكارنا و خططنا للمراحل المقبلة, أعرف سلفا ان ما سأطرحه سيكون موضع خلاف و هذا أمر طبيعي فاتفاق الجميع على رأي واحد هو الحالة غير الطبيعية و المرضية في أي مجتمع, فالثورة ليست فقط في اسقاط الاشخاص بل في اسقاط عقلية الهيمنة والاستبداد و رفض الآخر و احتكار الرأي الذي انتج هذا النظام كما في اسقاط كل علاقات الفساد و المافيوية و المحسوبية من حياة المجتمع والدولة و الاقتصاد و إلا فنحن ذاهبون حتما إلى نظام ديكتاتوري جديد لكن بأشخاص مختلفون
سأبدأ من نقطة هي موضع خلاف شديد يصل لحد تبادل الاتهامات و التخوين حولها من قبل مختلف أفرقاء المعارضة و هي الحوار مع النظام.
مع انطلاقة الحراك الشعبي و بعد فترة ليست بالطويلة طرح النظام بدء حوار وطني, في ذلك الوقت كان من الواضح أن النظام غير جدي في طرحه لأنه كان لا يزال في أوج قوته و لا يزال يعول على نجاح حله الأمني و على أن العنف المفرط و القتل و الاعتقالات ستعيد الناس إلى بيوتها و تحكم قبضته على البلد لأجل غير مسمى و كانت الأدلة على عدم الجدية واضحة في كل سلوك النظام و أركانه من ايغال في القتل و رفض كل اقتراحات التهدئة الأمنية و تهيئة الجو لبدء حوار حقيقي إلى الزج باعداد متزايدة من الشبيحة و الأمن و حتى قطعات الجيش الموالية له في المدن الثائرة إلى ما حدث في مؤتمرات الحوار التي عقدت و التي كان هدفها اعلامي لخداع العالم الخارجي لا أكثر إلى ما طبق من قرارات هذه المؤتمرات على هشاشتها فحتى ما اقترحته هذه المؤتمرات من توصيات (مع أنها بقيت تحت سقف النظام) ضرب بها عرض الحائط و لم تكن بالنسبة لأركان النظام أكثر من حبر على ورق.
لكن ماذا يحدث الآن لنعيد نقاش هذه النقطة :
أولا: من الخطأ استبعاد الحوار كأحد الخيارات المترافقة مع باقي الخيارات من تظاهر سلمي و عمل عسكري و عمل اعلامي و غيره, فألد الأعداء في التاريخ (أكانوا أمما متناحرة أو قوى متخاصمة في الأمة نفسها)جلسوا في النهاية برغم كل الآلام و بحار الدماء على طاولة حوار على الأقل لصياغة بنود الحل النهائي حتى و لو كان من يضع بنود هذا الحل هو طرف واحد, الطرف المنتصر, فاذا كانت هذه هي نهاية كل الصراعات خلال التاريخ البشري فلا أعتقد أننا سنكون شواذا عن هذه القاعدة و إلا فنحن ذاهبون لصراع طويل سيستزف البلد لفترة طويلة و سيؤدي لخراب اقتصادي و هجرات و انهيار الدولة و تفكك المجتمع و ربما لانهيار البلد و تحولنا كما يحذر البعض الآن إلى أمة فاشلة لا سمح الله فحتى بعد سقوط النظام (مهما كان شكل هذا السقوط) فهل تظنون أن قوى الموالاة من الشبيحة و الأمن و بعض القطع العسكرية (و الآن بدأنا نشاهد بعض القوى الجهادية و التكفيرية غير السورية و هي لا تقل خطورة عما ذكرنا) سيلقون السلاح بسهولة أم ربما سيتحولون إلى عصابات مسلحة تنشر الموت و الدمار في كل مكان و من هنا يتحتم على السوريين جميعا الاستعداد لتلك اللحظة (و أخص هنا قوى المعارضة لأن المسؤوليات عليهم ستكون كبيرة خصوصا في المرحلة الانتقالية)التي عليهم الجلوس سويا و وضع بنود الحل الذي لن يكون فيه منتصر سوى السوريين جميعا مع تأمين محاكمات عادلة لكل من تورط بالدم السوري و تعويض أهالي الشهداء و الضحايا و تعويض أهالي المناطق التي تعرضت للدمار و اعادة المهجرين و حل قضية المخطوفين و المفقودين و البدء بعملية البناء للدولة الجديدة العادلة القادرة على توفير الأمن لجميع أبنائها من جميع الطوائف..
ثانيا: مالذي يجعل الحوار أكثر احتمالية و ربما العنوان الأبرز خلال فترة ليست بالبعيدة و بالتالي يحتم الاستعداد له؟
انه الوضع على الأرض فالنظام الآن ليس هو النظام قبل عام و نصف , الآن هناك الجيش الحر و هو قوة حقيقية على الأرض تحقق انتصارات يومية و يوما بعد يوم تزداد رقعة الأرض السورية الواقعة تحت سيطرته , الانشقاقات تعصف بالنظام بشقيه المدني و العسكري و وصلت لأعلى المستويات الحكومية و العسكرية, ان النظام بأسوأ حالاته منذ وصول حزب البعث إلى السلطة و هناك قناعة لدى عدد كبير حتى من أركان النظام أن هذا النظام في طور الاحتضار , اذا استثنينا بعض المهووسين المفصولين عن الواقع و عن أي تقييم عقلاني لهذا الواقع مثل رأس النظام و بعض القادة الأمنيين , ان هذه القناعة مع الانتصارات على الأرض سترغم أركان النظام على التفكير و القبول ببدء حوار حقيقي يؤدي لعملية سياسية تنتهي بتشكيل حكومة توافقية وطنية تقودها المعارضة و تقود مرحلة انتقالية لنظام ديمقراطي انتخابي, ان هذا القبول سيكون بدافع تأمين خروج آمن لهم و لعائلاتهم أو حتى ليكون لهم دور في النظام الجديد اذا كانوا من نظيفي اليد و ممن لم يتورطوا في سفك الدماء, ان العائق الأساسي أمام حصول هذا الأمر هو وجود رأس النظام و الحلقة الأمنية الضيقة المحيطة به و قادة القطع الأمنية و العسكرية المتورطة في قتل السوريين و بالتالي فان أي تطور دراماتيكي مفاجيء يزيل هذه المجموعة سيضع الجميع مباشرة أمام هذا الخيار, و هنا سيدخل النظام في الحوار كطرف (و فعليا الطرف الأضعف) و ليس كراعي كما كان يطالب دائما.
ان الاستعداد لهذه اللحظة و الدفع باتجاهها هو واجب لقوى المعارضة في الداخل و الخارج و لشقيها المدني و العسكري كما أن الاستمرار في رفع شعار لا للحوار و تحويله إلى تابو مقدس يمنع نقاشه و يخوَّن كل من يطرحه لن يكون في مصلحة الثورة و لا في مصلحة الشعب السوري فكما يقول المثل مين كبر الحجر ما ضرب فالمعركة هي بين نظام مستبد ظالم فاسد و بين شعب يتوق لحياة حرّة كريمة و ان لحظة فك الاشتباك في هذا الصراع هي لحظة قادمة لا محالة مع تفكك البنية القمعية للنظام و بعد تلك اللحظة يجب تسريع لحظة فك الاشتباك و وقف الحوار المسلح الذي فرضه النظام فورا للانتقال إلى الحوار العقلاني الانساني المباشر الذي سنفرضه على النظام و لنوفر حيوات العشرات و ربما المئات و الآلاف من زهرة أبنائنا و بناتنا والتي سنكون بأمس الحاجة لها لاعادة اعمار ما خربه هذا النظام, سنكون في هذه اللحظة بأمس الحاجة لكل الحكمة و الطيبة والذكاء التي يتمتع بها الانسان السوري ففي هذه اللحظة لن يكون هناك منتصر و لا مهزوم بل سيكون النصر لكامل الشعب السوري بعيدا عن روح الانتقام و التشفي , ان التعامل بهذا المنطق في لحظة انهيار النظام سيكون له أكبر الأثر في حقن الدماء من جميع الأطراف و في جر كتلة كبيرة من الصامتين و حتى المؤيدين للاقتناع بأن هذا النصر هو نصر لهم أيضا.
انها أفكار احببت تشاركها مع الجميع من منطلق نقدنا البناء لما نرى انه ليس في صالح ثورتنا وشعبنا العظيم الذي تحمّل مالا تحتمله الجبال و مع ذلك ما زال ايمانه بوطنه كبيرا.