موجة بحر
بيلساني محترف





- إنضم
- Jul 10, 2009
- المشاركات
- 2,880
- مستوى التفاعل
- 37
- المطرح
- شط الحنين


توِّجت سفيرة لحريّة المرأة العربيّة
الأديبة السوريّة كوليت خوري: أحببت نزار فابتعد ولما هجرته عشقني
ليبيا ، سرت - أيمن القاضي
منح «المؤتمر العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب» الذي أقيم في مدينة سرت الليبية أخيراً جائزة القدس للعام 2009 للأديبة كوليت خوري، تقديرا لتجربتها الأدبية المتميزة.
خوري أديبة وكاتبة سورية تملك مسيرة زاخرة من الإنجازات الأدبية وكرمتها سورية فأصبحت مستشارة لرئيس الجمهورية، تنتمي إلى إحدى الأسر السورية العريقة. ورفضت من صغرها الصراخ السياسي، لتربيتها الهادئة بين أفراد أسرتها، لكنها أطلقت صرخات من بين أصابعها، فأصبحت أديبة على حد تعبيرها، ووصفها النقاد بأنها امرأة معجونة بالإشراق والحب والأدب والشعر والموسيقى، تتقن فن الحياة كما تتقن فن الأدب والإبداع وكلاهما نسيج جميل تعيش على إيقاعه.
توالت صرخات خوري في بحور الأدب فتوجت سفيرة لحرية المرأة العربية بين دويلات الكتابة، وقصة حبها مع الشاعر الكبير نزار قباني تصنف كإحدى أهم قصص العشاق الخالدة المملوءة بالحب والألم.
عقب تكريمها في المؤتمر التقتها جريدة في الحوار التالي.
منحك «المؤتمر العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب» جائزة القدس للعام 2009. كيف تنظرين إلى التكريم عموماً؟
التكريم ليس إلا «دمعة في عين المبدع»، فالأخير لا يريد تحقيق أحلامه بل يحاول عبر حياته تحقيق أحلام غيره.
أنتِ أديبة ولك نشاطك ومناصبك السياسية أيضاً، كيف تنظرين إلى اقتراب المبدع من السلطة؟
اقتراب المبدع من السلطة أمر صحي، لا سيما إذا كان المبدع بعيداً عن التطرف والتشنج أو المصلحة. كذلك الاقتراب من السلطة قد يتحقق عبر إقناع المسؤولين بتغيير الأوضاع لصالح رؤية الغير والاحتجاج على أوضاع خاطئة بهدوء، فهي علاقة صحية تصالحية.
حين دخلت المعترك السياسي في مجلس الشعب السوري صرت محدودة الكتابة، لكنني دخلته لأسباب أخرى، فقد مررنا في سورية بمراحل صعبة جداً، وكنت أحاول القول إنني هنا للعمل والتضامن لأجل مستقبل سورية، وما كنت أعبر عنه بالكتابة عبرت عنه بالكلام في مجلس الشعب، لذلك انسحبت بعد دورتين حين وجدت أنني لست في حاجة إلى التعبير. كانت هذه التجربة مهمة جداً في حياتي، وأكدت لي أن قرائي شيء ملموس حين خرجوا من الخيال الإبداعي وجاؤوا وانتخبوني واقعياً ونجحت بفضلهم.
ما رؤيتك لمنحنى العلاقة بين الأدب والسياسة على الساحة العربية؟
في العواصم العربية الكبيرة كالقاهرة ودمشق وبيروت قد تكون العلاقة تراجعت سياسياً نسبياً، لكن الإبداع لم يتراجع أبداً، والريادة ستظل لهذه الدول. في طفولتي تعلمت من أسرتي الكثير، من أبي سهيل الخوري وجدي فارس الخوري الذي كان سياسياً وشاعراً وكان يتقلد منصب رئيس الوزراء السوري، ووصف آنذاك بـ «شاعر الشام» وأصدر مجلة بعنوان «المضحك المبكي».
تربيت في مناخ سياسي إبداعي هادئ، آنذاك كان سياسيو سورية يعشقون الأدب ويفهمونه، وكانوا يقيمون مجلساً للشيوخ أسبوعياً يستمعون خلاله للأدب والشعر، وهذا ما نفتقده اليوم... بين الساسة ووسط تلك الأجواء المميزة تربيت وخرجت كوليت الأديبة والكاتبة.
ماذا عن فترة إقامتك في مصر؟
أدين بالفضل لمصر. سافرت صغيرة إلى القاهرة فاحتضنني كبار كتابها، يوسف السباعي، مصطفى أمين، علي حمدي الجمال، ولدي ذكرى خالدة مع الأديب العالمي نجيب محفوظ ولا أنسى كلماته من 40 عاماً حينما قال: «لا أعرف الكثير عن الأدب السوري، لكني قرأت لكوليت الخوري ومعجب بها». لكن القدر لم يمنحني سوى زيارتين للأديب الراحل، مرة بعدما أدلى برأيه بي وأخرى للتعزية برحيله.
هل أخذك الأدب حينها بعيداً عن أحاسيس الأنثى؟
على العكس تماماً، فالأديبة لسان المرأة ومنذ صغري أؤمن بأن المرأة يجب أن تكون أنثى تهتم بنفسها وتحتوي الرجل وتدفعه، وتدافع عن مقدساتها وعروبتها، وخير مثال المناضلات العربيات في كل مكان وعبر التاريخ. منذ أن بدأت القراءة اطلعت على النعم التي يتمتع بها الإنسان وعلى واجباته من خلال «الإنجيل» و{القرآن» الكريم.
ماذا عن قصة الحب التي جمعتك مع الشاعر الراحل نزار قباني؟
أحببت نزار وكان عشقي له كبيراً جداً وبادلني هذا العشق والحب وكنا على شفا الزواج والارتباط. كنت على استعداد لتغيير ديانتي لأجل حبي، لكن عشق نزار لنفسه كان أكبر من حبه لي، فكلما اقتربت منه ابتعد عني، وعندما أخذت قرار الابتعاد عنه، وقع في حبي لكن كان فات ما فات.
كنت أعيش مع نزار قصة حب ومشروع زواج خططنا له قبل أن أكتب رواية «أيام معه» بعامين، لكنه كان يحلم بالسفر وطموحه كان كبيراً، فتخليت عنه. أحسست أنه لا يعطيني الحب نفسه الذي أقدمه له، فقلت له إنني مسافرة، وسافرت فأحبني كثيراً وعاد إليَّ فلم أحبه.
عندما التقيت نزار ذات مرة بعد انفصالي عن زوجي قال لي: {كيف تتركين شاباً مثل طربون الحبق؟ كيف تتركين هذا الشاب؟». في ما بعد قابلت زوجي الذي انفصلت عنه فسألني: «كيف تتركين نزار وهو رجل عميق وشاعر عظيم؟». أصبح زوجي صديقاً لنزار وأنا تركت الاثنين.
ماذا فعلت بعد رحيله؟
بعد رحيل نزار فتحت الخطابات التي أرسلها إلي بخط يده، ووجدت الحب يرفرف داخلها كعصفور، 27 خطاباً كتبها لي ولم أقرأها ولو فعلت آنذاك لكنت عدت إليه. قرأتها أنا وزوجي، الذي طلب مني نشرها فرفضت، لأنها قطع أدبية جيدة.
لكن أخيراً قررت أن أنشرها بخط يده وفق تسلسلها الزمني، وسأرفقها بحوالى 16 رسالة أخرى تبادلتها مع نزار وحصلت عليها من ابنته هدباء قباني. سأحقق المشروع فور اتفاقي مع دار نشر تقبل بشروطي.
روايتك «أيام معه» الصادرة في الخمسينات نالت شهرة كبيرة، ما ذكرياتك عنها الآن؟
الشهرة والمجد لا يأتيان من عمل مفرد. قال البعض آنذاك إن كوليت خوري كتبت «أيام معه» وهي مذكرات خاصة وانتهى الأمر، ولن تستطيع كتابة شيء آخر فجاءت رواية «ليلة واحدة».
أحب الناس «أيام معه» واشتهرت لأن لغتي كانت صافية فيها، فأنا من عشاق اللغة العربية، والأديب الذي لا يتقنها ليس أديباً، إضافة إلى أنني أصوغ لغتي على طريقتي، فلا أحب الجمل الطويلة، ولا أريد إجهاد القارئ معي، أريده أن يتنفس وهو يقرأني.
كلما كتبت قصة ثارت ضجة كبيرة حولها ولا أعرف السبب، لكن أعتقد أن في شخصي وكتاباتي ما يثير الآخرين، وحتى مقالاتي في الصحف تحدث نقاشات ومشاكل، وعندما أرادوا أن تتحول «أيام معه» إلى عمل سينمائي تراوحت الردود بيت رافض وموافق، ورشحت للدور فاتن حمامة وهي صديقتي وأحبها كثيراً لكن لم ير العمل النور بعد.
الأديبة السوريّة كوليت خوري: أحببت نزار فابتعد ولما هجرته عشقني
ليبيا ، سرت - أيمن القاضي
منح «المؤتمر العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب» الذي أقيم في مدينة سرت الليبية أخيراً جائزة القدس للعام 2009 للأديبة كوليت خوري، تقديرا لتجربتها الأدبية المتميزة.
خوري أديبة وكاتبة سورية تملك مسيرة زاخرة من الإنجازات الأدبية وكرمتها سورية فأصبحت مستشارة لرئيس الجمهورية، تنتمي إلى إحدى الأسر السورية العريقة. ورفضت من صغرها الصراخ السياسي، لتربيتها الهادئة بين أفراد أسرتها، لكنها أطلقت صرخات من بين أصابعها، فأصبحت أديبة على حد تعبيرها، ووصفها النقاد بأنها امرأة معجونة بالإشراق والحب والأدب والشعر والموسيقى، تتقن فن الحياة كما تتقن فن الأدب والإبداع وكلاهما نسيج جميل تعيش على إيقاعه.
توالت صرخات خوري في بحور الأدب فتوجت سفيرة لحرية المرأة العربية بين دويلات الكتابة، وقصة حبها مع الشاعر الكبير نزار قباني تصنف كإحدى أهم قصص العشاق الخالدة المملوءة بالحب والألم.
عقب تكريمها في المؤتمر التقتها جريدة في الحوار التالي.
منحك «المؤتمر العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب» جائزة القدس للعام 2009. كيف تنظرين إلى التكريم عموماً؟
التكريم ليس إلا «دمعة في عين المبدع»، فالأخير لا يريد تحقيق أحلامه بل يحاول عبر حياته تحقيق أحلام غيره.
أنتِ أديبة ولك نشاطك ومناصبك السياسية أيضاً، كيف تنظرين إلى اقتراب المبدع من السلطة؟
اقتراب المبدع من السلطة أمر صحي، لا سيما إذا كان المبدع بعيداً عن التطرف والتشنج أو المصلحة. كذلك الاقتراب من السلطة قد يتحقق عبر إقناع المسؤولين بتغيير الأوضاع لصالح رؤية الغير والاحتجاج على أوضاع خاطئة بهدوء، فهي علاقة صحية تصالحية.
حين دخلت المعترك السياسي في مجلس الشعب السوري صرت محدودة الكتابة، لكنني دخلته لأسباب أخرى، فقد مررنا في سورية بمراحل صعبة جداً، وكنت أحاول القول إنني هنا للعمل والتضامن لأجل مستقبل سورية، وما كنت أعبر عنه بالكتابة عبرت عنه بالكلام في مجلس الشعب، لذلك انسحبت بعد دورتين حين وجدت أنني لست في حاجة إلى التعبير. كانت هذه التجربة مهمة جداً في حياتي، وأكدت لي أن قرائي شيء ملموس حين خرجوا من الخيال الإبداعي وجاؤوا وانتخبوني واقعياً ونجحت بفضلهم.
ما رؤيتك لمنحنى العلاقة بين الأدب والسياسة على الساحة العربية؟
في العواصم العربية الكبيرة كالقاهرة ودمشق وبيروت قد تكون العلاقة تراجعت سياسياً نسبياً، لكن الإبداع لم يتراجع أبداً، والريادة ستظل لهذه الدول. في طفولتي تعلمت من أسرتي الكثير، من أبي سهيل الخوري وجدي فارس الخوري الذي كان سياسياً وشاعراً وكان يتقلد منصب رئيس الوزراء السوري، ووصف آنذاك بـ «شاعر الشام» وأصدر مجلة بعنوان «المضحك المبكي».
تربيت في مناخ سياسي إبداعي هادئ، آنذاك كان سياسيو سورية يعشقون الأدب ويفهمونه، وكانوا يقيمون مجلساً للشيوخ أسبوعياً يستمعون خلاله للأدب والشعر، وهذا ما نفتقده اليوم... بين الساسة ووسط تلك الأجواء المميزة تربيت وخرجت كوليت الأديبة والكاتبة.
ماذا عن فترة إقامتك في مصر؟
أدين بالفضل لمصر. سافرت صغيرة إلى القاهرة فاحتضنني كبار كتابها، يوسف السباعي، مصطفى أمين، علي حمدي الجمال، ولدي ذكرى خالدة مع الأديب العالمي نجيب محفوظ ولا أنسى كلماته من 40 عاماً حينما قال: «لا أعرف الكثير عن الأدب السوري، لكني قرأت لكوليت الخوري ومعجب بها». لكن القدر لم يمنحني سوى زيارتين للأديب الراحل، مرة بعدما أدلى برأيه بي وأخرى للتعزية برحيله.
هل أخذك الأدب حينها بعيداً عن أحاسيس الأنثى؟
على العكس تماماً، فالأديبة لسان المرأة ومنذ صغري أؤمن بأن المرأة يجب أن تكون أنثى تهتم بنفسها وتحتوي الرجل وتدفعه، وتدافع عن مقدساتها وعروبتها، وخير مثال المناضلات العربيات في كل مكان وعبر التاريخ. منذ أن بدأت القراءة اطلعت على النعم التي يتمتع بها الإنسان وعلى واجباته من خلال «الإنجيل» و{القرآن» الكريم.
ماذا عن قصة الحب التي جمعتك مع الشاعر الراحل نزار قباني؟
أحببت نزار وكان عشقي له كبيراً جداً وبادلني هذا العشق والحب وكنا على شفا الزواج والارتباط. كنت على استعداد لتغيير ديانتي لأجل حبي، لكن عشق نزار لنفسه كان أكبر من حبه لي، فكلما اقتربت منه ابتعد عني، وعندما أخذت قرار الابتعاد عنه، وقع في حبي لكن كان فات ما فات.
كنت أعيش مع نزار قصة حب ومشروع زواج خططنا له قبل أن أكتب رواية «أيام معه» بعامين، لكنه كان يحلم بالسفر وطموحه كان كبيراً، فتخليت عنه. أحسست أنه لا يعطيني الحب نفسه الذي أقدمه له، فقلت له إنني مسافرة، وسافرت فأحبني كثيراً وعاد إليَّ فلم أحبه.
عندما التقيت نزار ذات مرة بعد انفصالي عن زوجي قال لي: {كيف تتركين شاباً مثل طربون الحبق؟ كيف تتركين هذا الشاب؟». في ما بعد قابلت زوجي الذي انفصلت عنه فسألني: «كيف تتركين نزار وهو رجل عميق وشاعر عظيم؟». أصبح زوجي صديقاً لنزار وأنا تركت الاثنين.
ماذا فعلت بعد رحيله؟
بعد رحيل نزار فتحت الخطابات التي أرسلها إلي بخط يده، ووجدت الحب يرفرف داخلها كعصفور، 27 خطاباً كتبها لي ولم أقرأها ولو فعلت آنذاك لكنت عدت إليه. قرأتها أنا وزوجي، الذي طلب مني نشرها فرفضت، لأنها قطع أدبية جيدة.
لكن أخيراً قررت أن أنشرها بخط يده وفق تسلسلها الزمني، وسأرفقها بحوالى 16 رسالة أخرى تبادلتها مع نزار وحصلت عليها من ابنته هدباء قباني. سأحقق المشروع فور اتفاقي مع دار نشر تقبل بشروطي.
روايتك «أيام معه» الصادرة في الخمسينات نالت شهرة كبيرة، ما ذكرياتك عنها الآن؟
الشهرة والمجد لا يأتيان من عمل مفرد. قال البعض آنذاك إن كوليت خوري كتبت «أيام معه» وهي مذكرات خاصة وانتهى الأمر، ولن تستطيع كتابة شيء آخر فجاءت رواية «ليلة واحدة».
أحب الناس «أيام معه» واشتهرت لأن لغتي كانت صافية فيها، فأنا من عشاق اللغة العربية، والأديب الذي لا يتقنها ليس أديباً، إضافة إلى أنني أصوغ لغتي على طريقتي، فلا أحب الجمل الطويلة، ولا أريد إجهاد القارئ معي، أريده أن يتنفس وهو يقرأني.
كلما كتبت قصة ثارت ضجة كبيرة حولها ولا أعرف السبب، لكن أعتقد أن في شخصي وكتاباتي ما يثير الآخرين، وحتى مقالاتي في الصحف تحدث نقاشات ومشاكل، وعندما أرادوا أن تتحول «أيام معه» إلى عمل سينمائي تراوحت الردود بيت رافض وموافق، ورشحت للدور فاتن حمامة وهي صديقتي وأحبها كثيراً لكن لم ير العمل النور بعد.