سعد قيس
سعد الروح البيلساني قلب منتهي الصلاحية


- إنضم
- Jul 3, 2008
- المشاركات
- 6,963
- مستوى التفاعل
- 62
- المطرح
- الكــرســـي ..!!


يحتضن التاريخ بين طياتهِ أسماء الكثير من الشخصيات الوطنية التي قامت بأعمالٍ بطولية يحتذى بها ضد المحتل الأجنبي بكافة صورهِ؛ فمدينة "البوكمال" كغيرها من المدن السورية تفتخر وتحتفظ بذاكرتها بعددٍ كبير من المجاهدين الذين قاوموا مختلف أشكال الاحتلال الذي مرّ على المنطقة العربية؛ وخاصة ممن شاركوا ضمن صفوف جيش إنقاذ "فلسطين" عام /1948/م وما سبقه من حركات مقاومة أثناء التواجد البريطاني.
المجاهد البوكمالي "عبد المجيد العران" كان له الفخر وشرف المشاركة مع المجاهدين من أجل حرية "فلسطين" طوال أكثر من عشرة أعوام قبل أن يترك السلاح ويعود إلى حياته الاعتيادية في مسقط رأسه. إذ يتحدث السيد "عبود عبد
المجيد العران" الابن الأوسط عن حياة والده منذ خروجه من "البوكمال" وحتى عودته إليها مرة أخرى؛ فيقول: «ولِدَ أبي في مدينة "البوكمال" عام /1915/م وعاش وسط عائلةٍ تتألف من ثمانية إخوة وأخت واحدة، تعلّمَ حرفة ميكانيك
السيارات وهو ابن الثانية عشرة؛ ولأنه اتصف بالأمانة والصدق اصطحبه معلّمه إلى ورشته في "حلب" عندما انتقل من "البوكمال" لكن لم يستمر في العمل معه إلا فترة قصيرة بسبب تعرضه للمضايقات من طرف أبناء مُعلّمه، فعلى إثر ذلك ترك "حلب" وسافر إلى "بيروت" بحثاً عن عملٍ آخر؛ لم يَحظ بأية فرصة عمل طوال بقائه هناك مدة عامٍ كامل؛ إلى أن تعرّف على أحد بائعي الملابس الجوالين والذي وافق على مساعدته في البيع مقابل أجرٍ اتفقا عليه، هذا العمل الجديد الذي اعتمد على التجوال المستمر والاختلاط مع الناس ساعده في البحث عن عملٍ آخر والتفكير في مغادرة "بيروت" فكانت وجهته التالية إلى "فلسطين" وبالتحديد مدينة "نابلس" إذ عَبَرَ
المجاهد البوكمالي "عبد المجيد العران" كان له الفخر وشرف المشاركة مع المجاهدين من أجل حرية "فلسطين" طوال أكثر من عشرة أعوام قبل أن يترك السلاح ويعود إلى حياته الاعتيادية في مسقط رأسه. إذ يتحدث السيد "عبود عبد
المجيد العران" الابن الأوسط عن حياة والده منذ خروجه من "البوكمال" وحتى عودته إليها مرة أخرى؛ فيقول: «ولِدَ أبي في مدينة "البوكمال" عام /1915/م وعاش وسط عائلةٍ تتألف من ثمانية إخوة وأخت واحدة، تعلّمَ حرفة ميكانيك
السيارات وهو ابن الثانية عشرة؛ ولأنه اتصف بالأمانة والصدق اصطحبه معلّمه إلى ورشته في "حلب" عندما انتقل من "البوكمال" لكن لم يستمر في العمل معه إلا فترة قصيرة بسبب تعرضه للمضايقات من طرف أبناء مُعلّمه، فعلى إثر ذلك ترك "حلب" وسافر إلى "بيروت" بحثاً عن عملٍ آخر؛ لم يَحظ بأية فرصة عمل طوال بقائه هناك مدة عامٍ كامل؛ إلى أن تعرّف على أحد بائعي الملابس الجوالين والذي وافق على مساعدته في البيع مقابل أجرٍ اتفقا عليه، هذا العمل الجديد الذي اعتمد على التجوال المستمر والاختلاط مع الناس ساعده في البحث عن عملٍ آخر والتفكير في مغادرة "بيروت" فكانت وجهته التالية إلى "فلسطين" وبالتحديد مدينة "نابلس" إذ عَبَرَ
الحدود بشكلٍ غير شرعي حيث تعرّف على عددٍ من الشباب النابلسيين الذين أمّنوا له عملاً يناسبه، وقد اشتد ارتباطه بـ"نابلس" بعد أن تزوج فتاةً من هناك، وأثناء قيام ثورة المجاهد "عز الدين القسام" ضد التواجد الإنكليزي في "فلسطين" انضم والدي كغيره من الشبان إلى صفوفها وحمل السلاح، واستمر في الجهاد حتى عام /1948/م أثناء
دخول الاحتلال الإسرائيلي إلى الأراضي الفلسطينية وقتها تم تجميد نشاط ثورتهم لعدم تبعيتها لأية جهة منظمة؛ بعد أن تشكلت حركات مقاومة منظمة في ذلك الوقت وبهذا لم يعد لوالدي ورفاقه أية شرعية في القتال فاضطروا إلى ترك السلاح والعودة إلى منازلهم. وبذلك عاد إلى "البوكمال" مصطحباً معه زوجته النابلسية وأولاده حيث قضى بقية حياته فيها؛ إلى أن وافته المنيّة عام /1977/م تاركاً خلفه أولاده التسعة».
دخول الاحتلال الإسرائيلي إلى الأراضي الفلسطينية وقتها تم تجميد نشاط ثورتهم لعدم تبعيتها لأية جهة منظمة؛ بعد أن تشكلت حركات مقاومة منظمة في ذلك الوقت وبهذا لم يعد لوالدي ورفاقه أية شرعية في القتال فاضطروا إلى ترك السلاح والعودة إلى منازلهم. وبذلك عاد إلى "البوكمال" مصطحباً معه زوجته النابلسية وأولاده حيث قضى بقية حياته فيها؛ إلى أن وافته المنيّة عام /1977/م تاركاً خلفه أولاده التسعة».
وبدوره تحدث ابن أخيه الأستاذ "خليل العران" عن إحدى عمليات عمه مع المجاهدين ضد المحتل البريطاني في "فلسطين"؛ قائلاً: «حدّثني عمي "عبد المجيد" عن إحدى العمليات التي شارك فيها ضد الإنكليز فقال: في أحد الأيام قمنا بتفخيخ مركز لدفع رواتب الموظفين بعددٍ من العبوات الناسفة المصنوعة بطريقة تقليدية، وقبل أن تنفجر أخرجنا جميع العرب المتواجدين في المنطقة بهدوء وأبعدناهم عن المكان
المُخطط للتفجير، وبالفعل نجحنا في تلك العملية وكانت حصيلتها عشرات القتلى والجرحى بين صفوف القوات البريطانية الذين انتقموا وردّوا على تلك العملية بجريمةٍ فظيعة؛ فقد قاموا بزرع قنابل وألغام موقوتة في سوقٍ شعبي وسط حشد من المدنيين، وكان لهم ما أرادوا فقد تطايرت الجثث وسالت يومها دماء الأبرياء من النساء والأطفال والرجال، وقال لي عمي بأن الجثث كانت متراكمة فوق بعضها بعضاً وتم وضعها في قبورٍ جماعية بواسطة (بلدوزر)».
كما تحدّث الحاج "عبد الكريم العران" (وعمره /70/ سنة) عن الظروف التي أجبرت ابن عمه "عبد المجيد" للسفر
إلى "فلسطين" قائلاً: «منذ صغره لم يكن "عبد المجيد" يحب المواعظ والإرشادات من أحد حتى من والديه، فكان له رأيه الخاص به في أي موضوعٍ يُطرح أمامه، ونتيجةً لنشوب خلافات بينه وبين والده ترك المنزل وهو ما زال في سنٍ مبكرة، ولم يعرف أحدٌ عنه شيئاً طوال غيابه عن البيت؛ حتى وصلت أخبارٌ بأنه موجودٌ في "فلسطين"، حاول والده
إقناعه بالعودة إلى البيت عند إحدى زياراته؛ لكنه أبى ذلك وأخبرهم بأنه قد تزوج من فتاةٍ نابلسية ولديه منها أطفال وهو الآن يقاتل مع المجاهدين، عندها اقتنع والده بأنه لا جدوى من النقاش معه؛
كما تحدّث الحاج "عبد الكريم العران" (وعمره /70/ سنة) عن الظروف التي أجبرت ابن عمه "عبد المجيد" للسفر
إلى "فلسطين" قائلاً: «منذ صغره لم يكن "عبد المجيد" يحب المواعظ والإرشادات من أحد حتى من والديه، فكان له رأيه الخاص به في أي موضوعٍ يُطرح أمامه، ونتيجةً لنشوب خلافات بينه وبين والده ترك المنزل وهو ما زال في سنٍ مبكرة، ولم يعرف أحدٌ عنه شيئاً طوال غيابه عن البيت؛ حتى وصلت أخبارٌ بأنه موجودٌ في "فلسطين"، حاول والده
إقناعه بالعودة إلى البيت عند إحدى زياراته؛ لكنه أبى ذلك وأخبرهم بأنه قد تزوج من فتاةٍ نابلسية ولديه منها أطفال وهو الآن يقاتل مع المجاهدين، عندها اقتنع والده بأنه لا جدوى من النقاش معه؛
وبالفعل بقي هناك حتى عام /1948/م».
ويشير الباحث التاريخي الأستاذ "حميد سيد رمضان" من خلال سطورٍ قليلة في كتابه "مدينة البوكمال" إلى هذه الشخصية حيث يقول: «لقد تشارك بشرف الدفاع عن "فلسطين" متطوعون مدنيون ونذكر منهم: "عبد المجيد
العران" و"ثابت الدبس" وآخرون، أما المجاهد "عبد المجيد العران" فقد شارك بثورة عام /1936/م منذ بدايتها وحصل على الجنسية الفلسطينية وبقي مقاتلاً حتى عودته إلى "البوكمال"».
العران" و"ثابت الدبس" وآخرون، أما المجاهد "عبد المجيد العران" فقد شارك بثورة عام /1936/م منذ بدايتها وحصل على الجنسية الفلسطينية وبقي مقاتلاً حتى عودته إلى "البوكمال"».
هذه الصورة هو والمجاهدين في فلسطين
وهذه صورة شخصية له
وهذه صورة للحاج عبود العران أحد أقارب المغفور له
وهذه صورة للحاج عبد الكريم العران
التعديل الأخير بواسطة المشرف: