أدونيس في (الكتاب، الخطاب، الحجاب)..أجوبة تحارب الأسئلة.. وسياسي لايعرف أن يضيء مدينته إلا إذا أحرقها

DE$!GNER

بيلساني محترف

إنضم
Apr 4, 2011
المشاركات
2,637
مستوى التفاعل
44
المطرح
بين الأقلام والألوان ولوحات التصميم


cu002.jpg




تتناسل هواجس أدونيس في مؤلفه الجديد وتبدأ بتفنيد العلاقة بين التفكير والتكفير،.
وفيه يرى أن بعض التكفيريين يعطون لأنفسهم حقوقاً لم يعطها الخالق لمرسليه وأنبيائه، كما أن النصوص الدينية حولت الإنسان العربي إلى كائن ناقل للمعرفة التكرارية التي أصبحت تسيطر على الحركة الفكرية وتلجمها، ويختم أدونيس هذا الموضوع بقول لهيراقليطس (لن نسبح في النهر ذاته مرتين). ‏
حوار/ تسامح




يرى أدونيس في مصطلح حوار أنه يحمل جانباً إيجابياً يتجسد في ابتكار أنواع جديدة من الأقنعة، وجانباً سلبياً يكون بتمزيقها، أما مصطلح الحوار مع الآخر فيرى أن الحوار هو أخذ ورد، فماذا لدينا الآن لنعطيه لهذا الآخر؟ ويرى أن تعبير الحوار بين الديانات التوحيدية يطرح سؤالاً حول ما إذا كانت الوحدانيات تمثل الخوف من الإنسان ومن الفكر والعقل، أما مصطلح تسامح فيعرفه على أنه يشبه الحوار السومري (السيد والعبد)، ويرى أن المساواة هي مايحتاجه العالم ويجب تطبيقها بعيداً عن الأديان. ‏
نفي إمكانية التجديد ‏
(حول التجديد في الإسلام) ينفي أدونيس إمكانية التجديد، إلا إذا كان المقصود به التجديد في التأويل والتفسير بطريقة ترى العالم في ضوئه، ويرى استحالة عكس الصورة لأن التجديد والأحداث هما نقيض للدين، ويجب أن يكونا بين البشر وبعيداً عن النصوص الدينية. ‏
وفي فقرة (احتفاء بجلال الدين الرومي): يرى أن ثمة متصوفة فهموا الإسلام على أنه حرية ويمثلهم جلال الدين الرومي لما يمثله من صورة صوفية عالية على صعيدي الرؤية والتجربة وذلك لأنه جعل الإسلام تعددية ونظر إلى الدين بوصفه تجربة فريدة خاصة وحرة، ويرى في تجربة جلال الدين الرومي وغيره من المتصوفة نفياً لما صار عليه الإسلام بوصفه مجموعة من المؤسسات والشعارات الجهادية والواجهات السياسية الاجتماعية. ‏
لغة المستقبل ‏
يرى أدونيس أن لا مستقبل للإسلام إلا إذا تكلم لغة المستقبل بحيث يكون الدين لخدمة الإنسان وليس العكس، ويطالب أدونيس بالذهاب أولاً وأخيراً إلى الحرية والانتماء إلى العقل. ‏
ثقافة الفتوى ‏
ويتساءل صاحب (الثابت والمتحول) إن كانت الفتوى حاجزاً منيعاً في وجه الاستبصار الفكري وبالتالي فهي تعزيز لليقين العام المشترك. وهذه الفتاوى تؤكد على أن مستوى النص تابع لمستوى قراءته وتبعاً لذلك يكبر التاريخ الذي يؤسس له هذا النص أو يصغر. ‏
يرى أدونيس في الشفوية غياباً، أما المكتوب فهو حضور، ويصف الحياة العربية بأنها شفوية لأنها لاتعنى بالبناء الفكري- المعرفي بقدر ماتعنى بالخطابة والارتجال. ‏
وثمة مقاطع يسطر فيها أدونيس هواجسه حيث يتساءل فيها إن كان الإنسان يرقى إلى مستوى الغيب إن لم يكن في مستوى الواقع، وإن كان يرى في الذاتية الفردية ظاهرة اجتماعية فإن الذاتية التي يعنيها فنية كونية تتصل بمعنى الوجود من ناحية وتكون من ناحية ثانية علامة الوجود. ‏
كما أن هناك ثلاثة أصوات تجيب عن سؤال يتعلق بدور الثقافة العربية الإسلامية، يختفي صوتان ويبقى صوت واحد يقول: (الحياة العربية اليوم ليست للعرب، إنها هي الأخرى ملك لغير العرب)، يتخذ من هذه الأسئلة حواراً مفترضاً أو متخيلاً حيث يرد على البعض الذين يحولون أرض الإسلام إلى مجرد خرائط جغرافية فيأتي على أسطورة هرمس وهيستيا، حيث الأخيرة ربة الموقد (قلب المنزل) تستضيف الرحالين والجوابين (الهرمسيين) وبذلك تحول الداخل إلى خارج، والمسلمون بقتلهم كل جوّاب (هرمس) ويقتلون كذلك الداخل (هيستيا). ‏
تلك المدينة ‏
يدخلنا أدونيس إلى المدن العربية المنهمك سكانها باليومي والمعيش، وفي الوقت ذاته تتصارع فيه إرادتان، حركات معارضة مأخوذة بشهوة الحكم، لاتملك مشروعاً ثقافياً وخطابها متدين، والإرادة الثانية هي نظرياً وعملياً جزء من النظام والإنسان فيها أحد اثنين: إما أنه جذر لاثمرة له أو ثمرة لاجذر لها. ‏
ومن شذرات أدونيس: تمر الأفكار العظيمة في الحياة العربية مثل غيوم تعبر الفضاء، دون أن تمطر، ودون أن تخصب أية تربة، ويبدو أصحابها مثل شهب لاتكاد تظهر حتى تنطفئ وتغيب. ‏
أخيراً تشكل النصوص الأدونيسية (رغم تفصيلها العميق للواقع العربي) دعوة معلنة إلى النهوض متكئاً في ذلك على روح الشرق التي أبدعت أول أبجدية في العالم وصدرتها، كما أن روحاً انبعثت فيها ثلاث ديانات توحيدية قادرة على أن تكون طائر فينيق إعلان موته هو بداية لحياة جديدة. ‏

 
أعلى