عمر رزوق
بيلساني مجند


- إنضم
- Nov 12, 2008
- المشاركات
- 1,395
- مستوى التفاعل
- 45


أهلاً بالقمر
جلستُ على رمال البحر ليلاً
غنيتُ لحناً للقمرْ
وكان يسحقهُ الضجرْ
فقال لي :
هلّا تغنّي يا عمر
غنِّ فيحيينا السمرْ
قد مرَّ وقتٌ يطمئن لي القمرْ
إذ كنتُ أجلسُ دائماً
على رمال الشاطيء
أتدثّرُ أتكدّرُ أتندّرُ
لم أعرف إتقانَ الأغاني
قال : أخبرني عنها
لتمرَّ ساعات المساء
- من يا قمر ؟
- عنها
- ومن هي يا قمر؟!
- تلك التي سبب السهر
وبضجّةٍ ضحك القمر
فاستيقظ الوادي الصغير
وتلألأت تلك النجومُ القاصيه
أما أنا
فبدأتُ أروي للقمرْ
سرّي الكبير
وجمالُ عينيها وتلك النافذه
وستائرٌ سوداء
يوما غدتْ بيضاءْ
تلك التي منها تراني
وتبتسمْ
وخصلتين من الحرير
وتبتسمْ كالمعجزه
جعلتني كالمجنونِ تلك النافذه
منذ الصباحِ أراقبُ
أقضي النهارَ تصبّراً
أتظاهرُ بأني مصادفةً أَمُرّْ
وأمرُّ تحتِ النافذه
وستائرٌ مرخيّةٌ بيضاء
تتلذذُ بإغاضتي
وتقول لي :هه هه
لن أنحسرْ
حتى إذا اندفع النسيم
تمايلت
قلبي وثبْ
جفَّ حلقي
شعري وقفْ
والقلبُ يدفعُ بالدماء
وأنتظرْ
لكنها , لسكونها تتراجعُ
وكأنها بي تلعبُ
تمدُّ عليَّ لسانها ممممم
فأدور مرّة أخرى
وأمرُّ تحت النافذه
يأتي المساءُ بسرعةٍ
وأنا مكاني
مازلتُ تحتَ النافذه
أنتظرْ أتوسلُ
لو تظهرينَ للحظةٍ
يا بلسم البسماتْ
يا أجمل العينين
يا بنت القمر
يا فرحةَ القلب الأسيرْ
هل تشرقينَ للحظةٍ
فأقسمُ
أني سأرحل من هنا
لكنني غداً
مع طلوع الشمسِ
سأرجعُ
قال القمر
- من غيرِ شكٍّ مُبهره
- من يا قمر !
- نور النوافذ أجمعين
شمسُ المساء
تلك التي جعلتكَ تحترفُ الغناء
أو ربما هذا بكاء !
فتدفّقَ الوادي الصغير
وتغامزتْ كل النجوم
أقسمتُ لا أحكي لهم
حتى إذا جاء المساء
سنعود يوماً من جديد
عمر رزوق