§ أبو المر §
بيلساني فعال
- إنضم
- Jun 28, 2008
- المشاركات
- 110
- مستوى التفاعل
- 87
- المطرح
- مع احلى قمر بلبلد
بسم الله الرحمن الرحيم
يعد مرض انفصام الشخصية واحدًا من الأعراض الذهنية التي تتصف باعراض تختلف نوعًا عما يحدث في الحالة الطبيعية للانسان، مثل الهلوسة والضلالات، والفصام مرض يدوم طويلا، واذا لم يعالج بفاعلية فانه يؤدي الى تدهور في الشخصية والسلوك، ولعل الغموض الذي كان يحيط بمسببات المرض يفسر سرّ النسبة المرتفعة للمصابين به. والمصاب بمرض الإنفصام عادة ما يسمع اصواتًا يتحاور معها وكأنها حقيقية او يخترع شخصية تلازمه طوال حياته في بعض الاحيان لا تمت بصلة اليه، او الى محيطه او واقعه، مما يؤدي الى انعزاله عن اصحابه ومجتمعه، ويرافقه الخوف والانهيار العصبي وتنقصه الثقة بنفسه لمغادرة المنزل.
وفي مراحل متقدمة جدًا قد يرتدي المريض ثيابه ويخرج الى الشارع تاركًا وراءه رسالة وداع ويعبر سكة الحديد اثناء مرور القطار او يرمى نفسه امام سيارة مسرعة. وتصل نسبة المنتحرين من المصابين بانفصام الشخصية وفي مراحل متقدمة من المرض حتى 15 في المئة.
وفي مقابلة اجرتها مع ايلاف شرح طبيب الامراض النفسية الكوستاريكي ارماندو كواريز بعض جوانب مرض الفصام، حيث قال" يدفع المرض بصاحبه ولاسباب مجهولة في بعض الاحيان، الى هذه النهاية المأسوية كما يبدو. فهو يصيبه كما الداخل الى بيت بخطى مسترقة وغير محدودة المعالم، مثل الاصابة بالعصبية والنرفزة وعدم الهدوء والخوف وقلة التركيز والضعف في الملاحظة وفقدان القوة والثقة بمحطيه تنتهي به الى العزلة، بعدها تبدأ تسيطر عليه الهلوسة والخلل في التفكير، لكن النموذج المثالي لهذه الحالة هو سماع اصوات غير موجودة يتحدث المريض معها تعطيه احيانا اوامر يقوم بها، وتصل الفترة الزمنية ما بين ظهور اول اشارة للمرض والعوارض النفسية حتى خمسة اعوام على الاقل".
ويضيف الدكتور كواريز كما الظواهر الغريبة ايضا مسببات مرض الإنفصام، التي لم يتمكن العلماء من ايجاد تفسير واضح وقاطع لها حتى الان، لكن الطب حقق في الاونة الاخيرة بعض التقدم، الذي يعد انجازا مهما في الكشف عن مسببات المرض، وبداية لامساك طرف الخيط من اجل فك اول عقدة.
ويكمن هذا التقدم في كشف دور العامل الوراثي كاحد المسببات الخطرة، فاذا ما كان هناك مصاب في العائلة بالفصام، تكون نسبة انتقال المرض بين الاخوة حتى السبعة في المئة ،وبين التوائم من بويضتين حتى ال12 في المئة و44 في المئة للتوائم من بويضة واحدة.
لكن يرى انه ليس من الضروري اصابة توأمين من بويضة واحدة من عائلة تحت عامل الوراثة ، لكن قد يتعرض الجنين لفيروس لم يحدد الطب نوعه بعد، يصيب عادة الام في الثلث الثاني من الحمل. ففي هذه المرحلة يكون مخ الجنين في حالة نمو، وقد يكون هذ الفيروس مسؤولا عن تعطيل تطور المخ واصابة نظام ناقل العصب بالحساسية الفائقة.
والإنفصام مرض يؤثر في قدرة عمل الدماغ، ويبدأ بحدوث خلل في التطور يصيب الجنين قبل او بعد الولادة بقليل. وهو لا يستبعد ايضا بان يكون التغيير الجيني للجنين نتيجة قلة الاوكسجين الذي يحصل عليه من رحم امه في بعض الحالات المرضية ، او فيروس يصيبه يجعله اكثر حساسية ويفسح المجال لاصابته بطريقة غير مباشرة بضمور في عصب المخ.
وكشف العلماء حتى الان النقاب عن ثلاثة جينات تساهم في الاصابة بالفصام وهي: Regulin,dysbindin وg72 تشكل مجموعة العشرة او العشرين جينا.
وتشارك الجينات الثلاثة المذكورة حسب التجارب التي اجريت حتى الان على تطور ثلاثة اجزاء في الدماغ على نمو الجزء المسمى glia اي انسجة النخاغ في النظام العصبي وعلى ما يسمى synapsen ، اي منطقة الاتصال بين الخلايا العصبية.
واظهرت صورتين للرنان المغناطيسي واحد لشخص غير مصاب والاخرى لشخص مصاب بالإنفصام فاتضح وجود تغير في هيئة الدماغ، وهناك دلائل على ان ما يسمى hippo campus وهي منطقة في الدماغ مسؤولة عن تكوين الذاكرة اضافة الى جزء من غلاف المخ، قد اصبح حجمهما اصغر ، فادى ذلك الى تغيير العلاقة بين ما يسمى المادة الرمادية والبيضاء في الدماغ. عداعن ذلك دل الرنان المغناطيسي على وجود توسع تدريجي لجانبي اليمين واليسار في بطين الدماغ، وهذا دليل على خسارة مخية قليلة ومحدودة تساعد على تدمير قدرة المعرفة ،لكن هذه التغييرات قليلة الى درجة لا يمكن تمييزها في المراحل الاولى لتعتمد بانه معايير المرض من اجل تشخصيه.
وعن اخر نتائج الابحاث العلمية والمخبرية قال الطبيب الكوستاريكي ان العلماء اصبحوا يعرفون الان اكثر من السابق عما يحدث في الدماغ، وما نتائج الانشطة الزائدة فيه عندما يصاب المرء بفصام مزمن او صعب ، فبواسطة الاجهزة الحديثة مثل الرنان المغناطيسي ، يمكن تحديد اماكن الانشطة الزائدة للمخ والعثور على اماكن كثيرة فيه، لها علاقة بعوارض تظهر مثل سماع المريض اصواتا غير موجودة يسمعها هو وحده او الاصابة بخلل او تشويش في التفكير او التركيز او عندما تطرأ عليه افكار جنونية. هذا لا يعني ان الطب توصل الى كشف كامل لاسرار هذا المرض المحير ، فهو مازال لا يعرف مثلا اي جزء من المخ مسؤول عن الاصوات التي تسمح وتصبح احيانا جزءا من حياة المريض فيتحدث معها ويجري معها حوارا وكأنها حقيقية، وما تم التحقق منه ان الاصوات تكون نتيجة زيادة في عمل الخلايا العصبية،وما تم التأكد منه ايضا ان اصابة الرجال باول عوارض الفصام تكون ما بين العشرين وال35 سنة بينما لدى المراة ما بين ال25 و40 سنة.
ولا يمانع الطبيب من زواج المصاب او المصابة بالفصام الشخصي ويقول ان بامكانهم انجاب الاطفال ايضا، لكن اذا كان الزوجان مصابين بالمرض نفسه فان نسبة اصابة احد الاولاد عندما يكبر تصل الى الثلاثين في المئة، لذا ينصح هؤلاء بعدم الانجاب.
ولا يفضل الدكتور كواريز استخدام العقار المسمى haloperidol لانه يسبب في اغلب الاحيان تصلب العضلات وارتعاشا غير ارادي وبطئا في الحركة ، بل عقاقير اخرى مثل عقار supravvidon,aripiprazol او amisulpred solian فهي لا تترك اثرا يذكر على صحة المريض، لذا يمكن القول ان العلاجات الجديدة لمداواة المريض بالفصام اصبحت ابسط واسهل واكثر فعالية.
وحذر الطبيب من عدم تناول المريض الدواء ، لان ذلك يؤدي الى تدهور حالته، وهناك 20 في المئة يصلون الى درجة يضعون نهاية لحياتهم، بينما تقلل المواظبة على تناول العقار نسبة الاصابة بالانتكاسة الى حوالى خمسين في المئة.
ويتم شفاء 70 في المئة من المرضى في المراحل الاولى اذا ما اخضعوا لعلاج جيد طوال ثلاثة اشهر، حيث يدركون بعد ذلك انهم كانوا حقا مرضى، وهذا ما يرفضونه اثناء مرضهم. ولم يستطع الطب كشف كل اسرار هذا المرض من اجل صنع عقاقير اكثر فعالية تقضي عليه منذ ظهوره، لكن التجارب متواصلة.
