عمر رزوق
بيلساني مجند


- إنضم
- Nov 12, 2008
- المشاركات
- 1,395
- مستوى التفاعل
- 45


المواطن ابن الوطن
أيها المواطن .....
أعلمُ بأنك مواطن مخلص شريف , ولكنك في عيونهم في عداد اللا شيء , وأعلمُ بأنهم ككلاب قتوم الليل مسعورة تنهش في مجاهيل مجرم , ولكنك يا ابن الوطن لست بجاهلهم ولا بغافل عنهم لمّا يتربصون بنقاء وصفاء عريكتك , ولكنك تغفل عنهم لجهلك بهم حين تشرق الشمس فيشرق سوادهم ظلمة , وليس عيبا أن يمطرك أفذاذهم وجهابذتهم بفضائحياتهم بحروف مقيتة وكلمات مميتة , وعار عليك وعيب , أن تكون قبيلهم بشرا ذا خلق رفيع وإنسانية . فأغلب المحدثين والمنظّرين يمارسون هروبا وتقهقرا نحو سفه , فلا ضرر ولا ضرار ولا ضير , فكل مارٍّ عابر من زقاق او شارع , هو في زنزانة سفه وتُهم .
يا ابن الوطن , أيها المواطن .....
أعلم يقينا أنك لم تَفْجُر , وأعلم يقينا أنك شريك في تفجير كوامن وخوافي الخمول والذهول لديهم , وأخرجتهم من حظائر كسلهم الى عنجهية عملهم , وأعلم أنك فرحت جذلا وبدت نواجدك سرورا وزهوا بما حدث لأعداء الملّة , فلا تنكر أنك رقصت سرورا وهززت حبورا لدي سماع دويّ الانفجارات والتي مزّقت أجسام طغمة خائرة وإلى طريق الهلاك سائرة , ولا تتجرأ أن تنكر بأنك غفوت قرير العين , متشابك اليدين حين أمسوا وباتوا على شفى هاوية من معضلة .
أيها المواطن .....
هم لا يعون ولا يدكون ولا يفهمون ولا يستوعبون بأنك في قائمة البراءة ترفل , وخيلك في ساحات الوغى تصهل , وأن الشهادة في سبيل الله تسهل , لا يفهمون بأن سرورك وانشراحك لا يعني تصديقا على شرعية ما تمّ , وكل الجثامين في ذلك المأتم , ولا يستشعرون أنك تدين لربك بعشوائية هذا العمل ورعونته . يؤمنون بأن كل من ظهرت السعادة على وجهه وبدت , فهو حسب قانون الريب والارتياب مجرم من الدرجة الأولى دون الخيانة العظمى , وكل من يبتسم فقد تطاله يد اغتيال , ولكن أيها المواطن الشريف وفي سبيل الوطن , كل ما عليك فعله أن تنبطح ذلا وكل ما عليك فعله , المحافظة على بديهيات الانبطاح :
إياك وإظهار الشماتة أو السرور لمقتل علوج كفر منهم , فأقلّهم سيدك وإن أبيت , فلا كفّة لك في ميزانهم وإن شئت , فهم من كتائب كفر وعهر , وأنت من أهل بيعة وعهد. إياك أن تخرج من ما يسمى ببيتك إلا وأنت مسلّح يإثبات هوية , وإلا قد تكون من عملاء الصهيونية وتكون لقمة سائغة قد لوثتها المطيبات , لبعوض تلكم الزنزانة المكفهرة , فكن عاقلا واحمِ دمائك من نهم السجّان , وكل من لف لفيفه من القوارض والجرذان , واحذر أن تهرب من نقطة الفحص والتفتيش فتبيت عاريا تنهش عصيهم الظمأى لدماء وطنية , عندها تعض على أصول أصابع الندم عبثا , لأنك لن تجد اسنانا في فيك . وبين النقطة والنقطة لا تتحيّر ولا تتذمّر , فكل ما يريدون أن لا تخرج من إطار اتزانك ,لئلا تنصب قبل المحكمة مشنقتك .
عندما تنظر لوجوههم الحمقاء عليك بتلبيس شفتيك ابتسامة صفراء , وعندما تغيب عن أعينهم لا تنسى أن تبصقها في حاوية نفايات البلدية , حيث الوان بصقات الشعب ينتشلها عامل النظافة .
ولا تجعل حزام الأمان خلف ظهرك أو تحت إبطك , وليكن فوق كتفك وعلى صدرك حتى تأمن من ضريبة إهمالك أمان نفسك من نفسك . واكظم الغيظ ولا تغضب اذا شهر أحدهم سلاحه ووضعه بين عينيك ولا تخف , فهو خاوٍ من ذخيرة ولن تسمع سوى شخيره . قد تطالب يوما بأشياء خادشة للحياء , فإياك أن تُظهر رجولتك فقد تعيش حياتك دون مقومات الذكورة .
لا تحاول الخداع فهم يملكون كل شيء بسذاجة ولا تملك أنت أن تحمي نفسك , وانتبه لئلا تطول لحيتك , فيضموك لقائمة إرهاب ولا تحزن ولا تبتئس فهناك من فجّر ومن تفجَر , ولا تنسى أيها المواطن أننا في شر قاف ( شرق ) بدون إنصاف أوسطيّ لا يؤمن فيه إلا باختراع وإنتاج وتصدير التهم جزافا , وهتك المشاعر دون مشاعر , وتدنيس كل أبيض بسواد عمى وتلطيخ كرامة بما يطيب لهم من تهم مخزية.
أيها المواطن , يا ابن الوطن .....
حتى يكونوا كما تحب وترضى فلا بد أن تتخلى عن قِيَمِكَ وأمانتك ومشاعرك أو باختصار قل عن شرفك . الا تعلم أيها المواطن بأن روح الأجنبي الداعم خيرا من ألفين من شاكلتك , فهم حماة الوطن من أهل الوطن وهم حماة الديار من أهله الأبرار وقهّار الأنداد وملح الأرض وكحل العيون ورمز البقاء لدولة البقر الحلوب , ذات اللبن والعسل الأسود الخالي من أكسيد العقيدة .
عمر رزوق