عمر رزوق
بيلساني مجند


- إنضم
- Nov 12, 2008
- المشاركات
- 1,395
- مستوى التفاعل
- 45


انتبه , أمامك جنون
أنّت حروفي وتأوهتْ , نادتها جوارح تنكمش , وقلب يرتعش , وأيادي ترتجف , حروف تنزف وكلمات تذرف , وقراطيس تُحذف , وقلب بين أضلاع تقوّست , بأهازيج الصباح تمرّست , والجروح بالدماء تلبّست .
يريد القلب أن ينطق أن ينطلق , أن يتكلم ويشكو مما يتألم , يريد أن يبوح وبعطر حبه أن يفوح , فحنانه كالرنقاء وعطفه كالشنقاء , أصبح الزمان للصمت , وأصبح الهمس محرّماً وغدت كل كلمة تحمل ألف معنى ومعنى , وما يردعها ليس معنى .
يا للعقول المُغتَصِبة , تفكّ تشفير الكلمات وتؤلّف من الراقد مئات وتقتصّ من المعاني الواضحة , وتنبش في المقاصد المبهمة , وتشكّ في كل شيء .
تشكّ بالحروف , بالكلمات والوصوف , في المعاني في المباني في النقطة , في الفواصل وإن كانت غلطة , في المساحات البيضاء , بين النقطة اللوثاء والكلمة الهرّاء ,
يا للعقول المُغتّصِبة , تلغي المعنى لكل فكرة , وتنهش الكلمة بكل سكرة , فعذرية الكلمة فضّها وانتهكها قلم , ولِدتْ الفكرة حرّة , فكانت مضغة غير مخلّقة , خُلقتْ في فقاعة من حرّية , تعبّر عن المشاعر السرّية , عن القتوم والهموم , عن الدموع وعن السموم , تعبّر عن الآمال , وتخترق سراب الوصال , بسيفٍ من ابتذال , بقطعها بحجة إخفاء إنكار , وإن كان الوضح في شمس النهار , حرّية مقيّدة , وكلمات باللسان مصفّدة , أو التقوقع لإندثار أو مواجهة انتحار , فليس لها في رأسي استقرار .
فوداعاً يا أفكاري التي خُلقتْ طليقة وللانطلاق كانت معيقة .
وداعاً يا عصافيري التي تغضب وتثور , في سجن طيور .
وداعاً يا كلماتي التي سُجنتْ قي قرطاس سحري وقفص السطور .
هل ستنتحر الحقيقة أم تحلّق هاربة من حقيقة البشر .
كيف تقطع لساني وتأمرني بالكلام ؟!
كيف الخَيار بين فكرة حرّة وبين العيش بجنون هائماً على شبه وجه الحقيقة ؟ سؤال حيّرني واستنزف بهض خلايا دماغي , ولكن هل يحيا الانسان بالعقل وحده دون المشاعر والإحاسيس أم بالأحاسيس والمشاعر وحدها دون العقل ؟
أم أن الجنون ليس للعقل وحده ؟!
عمر رزوق