انثى غامضة
بيلساني مجند


- إنضم
- Oct 6, 2009
- المشاركات
- 1,004
- مستوى التفاعل
- 23
- المطرح
- هناك في قلب حبيبي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
تتوالى النكبات على الأمة الإسلامية في كل وقت وحين ، بغزو عسكري تارة ، وبغزو ثقافي تارة أخرى .
ففي فجر يوم الجمعة الخامس عشر من شهر رمضان سنة ألف وأربعمائة وأربع عشر هجرية الموافق للخامس والعشرين سنة ألف وتسعمائة وأربع وتسعين ميلادية وأثناء تأدية المصلين الساجدين الصائمين لصلاة الفجر في المسجد الإبراهيمي قام المجرم باروخ غولدشتاين بإطلاق نار الحقد من كل حدب وصوب ؛فتم استشهاد وإصابة عدد كبير داخل المسجد ،ثم استشهاد وإصابة العديد أمام المستشفيات وفي الشوارع ،حتى المقابر لم تسلم من إطلاق النار، فقد استُشهد من كان يقوم بدفن الشهداء ليُدفن في نفس القبر.
لقد حدثت هذه المجزرة الرهيبة يوم ضاعت خلافة المسلمين سنة ألف وثلاثمائة واثنتان وأربعين هجرية التي تبعها الويلات والمصائب والنكبات؛ففي الرابع عشر من مايو/أيارعام ألف وتسعمائة وثمانية وأربعين ، سقطت فلسطين أرض الإسراء والمعراج ، الأرض المباركة ، أولى القبلتين في أيدي يهود ، واستولوا عليها ، وامتدّوا إلى غير فلسطين، وها نحن نرى الجرائم تُرتكب في فلسطين ولبنان تطال البشر والشجر والحجر، ومع ذلك فإن المسلمين لا يستطيعون نصر إخوانهم وهم يُذبحون ويُقتلون ويُقصفون .
هذه مصيبة الأمة الإسلامية في فلسطين وحول فلسطين،
مجرزة تتلوها مجزرة أبشع من أختها على سمع وبصر العالم الصامت إلا عن محاربة الإسلام باسم الإرهاب والتطرف .
حتى مجلس الأمن يكيل بمكيالين فضاعت قضية فلسطين والمسجد الأقصى والمسجد الإبراهيمي في جنبات وأروقة مجلس الأمن فتمت مكافأة الجلاد ومعاقبة الضحية .
أصبح حال المسلمين كمجير أم عامر ،إذ خرج قوم إلى الصيد في يوم حار فبينما هم كذلك إذ عرضت لهم ( أم عامر ) وهي الضبع فطردوها فاتبعتهم حتى ألجأوها إلى خباء أعرابي فقال: ما شأنكم؟ قالوا: صيدنا. وطريدتنا. قال: كلا والذي نفسي بيده لا تصلون إليها ما ثبت قائم سيفي بيدي ( لأنها استجارت به ). قال: فرجعوا وتركوه ، فقام إلى لقحة فحلبها وقرب إليها ذلك، وقرب إليها ماء فأقبلت مرة تلغ من هذا ومرة تلغ من هذا حتى عاشت واستراحت فبينما الأعرابي نائم في جوف بيته، إذ وثبت عليه ، فبقرت بطنه ، وشربت دمه ، وأكلت حشوته .
لقد سقطت فلسطين والعراق وسائر بلاد المسلمين وارتكبت المجازر يوم فقدت الأمة قيادتها السياسية التي كانت تسير وراءها في سابق عهدها أيام الخلافة الإسلامية ، وعندما تفقد الأمةُ وحكامُها الإرادة السياسية وتصبح رهينة بأيدي أعدائها فإنها تخسر كل شيء وتكون في نكبة حقيقية ، ولن تكون قادرة على استعادة ما تفقده ، وبعدم وجود القيادة السياسية المخلصة التي تحدد خط السير و اتباعه على الخريطة السياسية العالمية ، تصبح الأمة في ذيل الأمم تابعة لها .
قد تقع أمة الإسلام في مآزق وصدمات ونكبات تسقط صريعة لها هنيهات ولكنها سرعان ما تفيق من هول الصدمة فتعود إلى رشدها وتلتف حول دولتها وتشد من عضدها فتقويها وتقوى بها فتعود عزيزة منيعة، وتلك الحروب الصليبية الأولى مثالاً على هذا وتلك حرب التتار ، ولكن لما فقدت الأمة الخلافة ما عاد لها من ملجأ إلا الله عزوجل - بل غُلّقت في وجهها الأبواب وتنكبت بها الدروب فخارت منها العزائم وتحطمت منها القوى ، فسقطت بغداد وضاعت فلسطين ؛ بل ضاعت العزة والكرامة .
هل آن الأوان أن يدرك المسلمون أن الذلة والمهانة في إسلام قضاياهم لغير أهلها {وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً }النساء141
هل آن الأوان أن يدرك المسلمون أن القضية المصيرية للمسلمين في العالم أجمع هي إعادة الحكم بما أنزل الله ، عن طريق إقامة الخلافة بنصب خليفة للمسلمين يُبايع على كتاب الله وسنة رسوله ليهدم أنظمة الكفر ، ويضع أحكام الإسلام مكانها موضع التطبيق والتنفيذ ، ويحول البلاد الإسلامية إلى دار إسلام ، والمجتمع فيها إلى مجتمع إسلامي ، ويحمل الإسلام رسالة إلى العالم أجمع بالدعوة والجهاد .
فلا خلاص ولا نجاة إلا بالخلافة .
الخلافة هي الحصن الحصين والحبل المتين وأمن الآمنين وملاذ الخائفين وقبلة التائهين فيها عدالة السماء وفيها الرغد والهناء ، هي القصاص والحياة وهي المعاش والثبات هي السبيل لإعلاء كلمة الله .
وهل آن الأوان لأحفاد خالد وصلاح الدين وأبي عبيدة أن يعيدوا أمجاد أجدادهم العظام بإقامة الخلافة التي تحرر البلاد والعباد وتقيم الدين وتحمي البيضة والكرامة ، بلى والله لقد آن، وإلا فمن للمسلمين اليوم في مشارق الأرض ومغاربها غير الخلافة ؟
من للمسلمين اليوم وهم يقّتلون صباح مساء في العراق وفلسطين وكشمير والشيشان وأفغانستان غير الخلافة ؟ من للمسلمين اليوم وأعراضهم منتهكة ونساؤهم يستصرخن صباح مساء وامعتصماه واإسلاماه واخليفتاه غير الخلافة ؟
من للمسلمين اليوم ليعيد المسلمين الى صدارة الأمم فيحملوا رسالة الإسلام رسالة هدى وخير للبشرية جمعاء غير الخلافة ؟
{وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ }إبراهيم42
كلنا يعرف هذه المجزرة الوحشية التي ارتكبت بحق المصلين اثناء تأديتهم لصلاة الفجر في الخامس عشر من شهر رمضان
وهنا نورد تفاصيل المجزرة
مكان وقوع الجريمة : مدينة الخليل داخل الحرم الإبراهيمي الشريف .
الزمان : يوم الجمعة(25-02-1994) اثناء السجود الاسبوعي في صلاة في صلاة الفجر .
هوية المجرم : المستوطن باروخ غولدشتاين (42 عاماً) القادم من الولايات المتحدة الأمريكية من سكان مستوطنة كريات أربع .
بالنسبة للشعب اليهودي كونه يصادف عيد المساخر ((البوريم)) )) فأقدم على فعلته الحمقاء ليؤكد مقولة دوف سوليمون (( قائد حرس الحرم الابراهيمي الشريف حيث قال :
מחר אני ארכם מה הוא אסלאם שלכם!
" غدا سوف نريكم ما هو إسلامكم"
عدد الشهداء : (50) شهيداً سقطوا فجر ذلك اليوم وهم ركع الى الله سجود.
عدد الجرحى : (349) جريح نزفت دماءهم في ذلك اليوم المشؤوم .
تفاصيل المجزرة
قبل الخوض بالتفاصيل لا بد من نبذة عن حياة المجرم :
نشأ غولدشتاين في( الشارع رقم 81 ) في بروكلين بنيويورك كان اسمه بنيامين ويقول صديقه أنتوني بيترسون أنه غير اسمه خلال دراسته الجامعية الى اسم يهودي (باروخ) وهو من عائلة ارثوذكسية متطرفة ، تلقى تعليمه في مدارس يشيف الارثوذو كسية في بروكلين ، حرمه والداه من اللعب مع الاطفال الكاثوليك ، وخلال دراسته في المرحلة الثانوية بدات عليه ملامح التعصب ضد العرب ، التحق بكلية أينشتاين لدراسة الطب تخرج فيها طبيبا وعمل في مستشفى بدوكريل في بروكلين سنة 1982م. كان دائم الترديد لعبارة من التلمود " اذا كان عدوك يريد قتلك ابدا انت بذبحه"
وفي( عام 1982)وبعد تخرجه التقى بالحاخام الصهيوني مئير كهانا واصبح ضمن جماعته وعلى يديه تشرب الافكار العنصرية ضد العرب وكان الاب الروحي له.
في (عام 1983)قدم الى هنا مهاجرا امريكيا وعمل طبيبا في الجيش اليهودي لاعتقاده ان ذلك واجب ديني. ،ثم سكن مستوطنة كريات اربع في الخليل( سنة 1990 م) .
تفاصيل الجريمة:
في( يوم الجمعة 2-02-1994) وأثناء تأدية المصلين لصلاة الفجر في الحرم الإبراهيمي وعند السجود وقبل إستكمالهم لصلاة الفجر دخل على المصلين يهودي أمريكي يدعى باروخ غولدشتاين وهو يحمل كل ظلام الحقد التوراتي في صدره وفي يديه بندقيته الرشاشة وقنابل يدوية وكانت المجزرة التي علت فيها الى السماء ارواح( 50 مصلياً) ونزفت فيها دماء( 349 مصاب) بعد أن أفرغ كل ما لديه من رصاص وقنابل على الساجدين .
ولقد ثبت لاحقاً أن غولدشتاين لم يرتكب المجزرة وحده بل شاركه فيها جنود العصابات الصهيونية الذين أغلقوا باب الحرم حتي لا يتمكن المصلون من مغادرته ومنعوا كذلك سيارات الإسعاف من الإقتراب من المنطقة ، وحين حاول المواطنون نجدة المصلين قابلهم جنود يهود بإطلاق الرصاص الكثيف مما اوقع على الفور
(29 شهيداً) وعشرات الجرحى .
لقد لاقت مذبحة الحرم تأييداً من الغالبية العظمى في الكيان الصهيوني ، وعندما سؤل الحاخام اليهودي موشي ليفنغر عما إذا كان يشعر بالأسف على من قتلهم غولدشتاين رد قائلاً إن مقتل العربي يؤسفني بالقدر الذي يؤسفني مقتل ذبابة [يسرائيل شاحاك ـ الشريعة اليهودية] هذا ويعتبر اليهود غولدشتاين بمثابة قديس كما وجعلوا من قبره مزاراً وقد خصص الكيان الصهيوني عدداً من جنود حرس الشرف الذين يؤدون له التحية العسكرية كل صباح والى يومنا هذا .
ويقول الكاتب اليهودي شاحاك في كتابه المذكور أن الشريعة اليهودية(هالاخا) تطالب في الحقيقة كل يهودي القيام بنفس ما قام به غولدشتاين ولدعم ما يقول فقد ساق في كتابه كلمات الحاخام دوف ليور الذي وصف فيها غولدشتاين بالمؤمن التقي وأن ما فعله كان من أجل الرب وبإسمه .
باروخ غولدشتاين الذي كان يبلغ من العمر( 42 عاماً) وهو احد مؤسسي حركة كاخ الدينية كان قد قدم من الولايات المتحدة الأمريكية الى الكيان الصهيوني (عام 1980)حيث سكن في مستوطنة كريات اربع المقامة على أراضي مدينة الخليل .
وذكر عنه انه وعندما كان يعمل طبيباً في الجيش الصهيوني فإنه كان يرفض لأسباب دينية معالجة غير اليهود بما فيهم المتطوعين الأوروبيين والدروز العرب ممن حاربوا الى جانبه في جيش الكيان الصهيوني وكان مثاله الأعلى الحخام كاهانا والذي كان بدوره لا يعتبر غير اليهود إلا (جوييم) او غير بشر ويحرم مساعدتهم
ومن نجا من تلك المجزرة التي كان فيها الموت محقق، فإن فصولها المروعة مازالت ماثلة أمامه، خاصة الجرحى الذين مازالوا يعانون جراء إصابتهم فيها، ولازال شهود العيان يتذكرون ذلك الفجر الرهيب في مدينة الخليل.
يقول شريف بركات (37 عاما) شقيق الشهيد سفيان بركات "كنت أصلي في الصف الأخير في الحرم، وبعد أن أنهى الإمام قراءة سورة الفاتحة في الركعة الأولى، سمعت صوتاً بالعبرية معناه "هذه آخرتهم"، وعندما هممنا بالسجود سمعت صوت إطلاق النار من جميع الجهات، كما سمعت صوت انفجارات وكأن الحرم بدأ يتهدم علينا.. فلم أتمكن من رفع رأسي حينها وطلبت الشهادة".
وأضاف بركات "رأيت رأس أحد المصلين قد انفجر وتطايرت دماغه ودماؤه على وجهي، بعد ذلك بدأ الناس بالتكبير، وبدأ الذين لم يصابوا بنقل الجرحى، وحملت طفلاً لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره، فوجدت الباب مغلقا ولم يسمح لي الجندي بإخراجه، وبعد ذلك اكتشفت أني مصاب في صدري فتوجهت إلى سيارة الإسعاف التي حملتني إلى المستشفى.
أما عبد المنعم زاهده وهو شقيق اثنين من الشهداء هما (نادر ومحمد) فيروي قصة المجزرة قائلاً: مجزرة الحرم الإبراهيمي واحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، ولن أنسى ذلك اليوم الذي روت فيه دماء الشهداء الحرم الإبراهيمي الشريف ثم ساحات المستشفى الأهلي، حيث سقط خمسة شهداء في مجزرة أخرى بعد ساعات من تبرعهم بدمائهم للجرحى.
وإذا كانت ذكرى مجزرة الحرم الإبراهيمي تمثل نكئا لجراح الفلسطينيين، خاصة أهالي الشهداء والجرحى الذين سقطوا خلالها؛ فإن هذه الذكرى تشكل للمستوطنين اليهود المتطرفين يوما احتفاليا بمقتل منفذ المجزرة.
ففي "مستوطنة كريات أربع" يعقد العشرات من نشطاء اليمين الإسرائيلي المتطرف -كل عام- وعلى رأسهم أعضاء "حركة كاخ" العنصرية المتطرفة احتفالا بذكرى مقتل "باروخ غولدشتاين" منفذ المجزرة.
هذا وينعقد في كل عام اجتماع لعشرات من أعضاء "حركة كاخ" وغيرهم من نشطاء اليمين في ساحة قبر "باروخ غولدشتاين" للاحتفال هناك بتلاوة ما يسمى "وثيقة البوريم".
وقد تحول مكان دفنه إلى مزار لعتاة وقادة اليمين الإسرائيلي المتطرف ومجرمي المستوطنين وأصبح في نظرهم قديساً يتبركون بقبره.
ولم يدفن غولدشتاين في الخليل، بل في حديقة سياحية مجاورة للمركز التجاري في "مستوطنة كريات أربع" شمال الخليل، ومنعا لعربدة نشطاء اليمين قرب القبر نفسه، أعلنت الساحة المجاورة له منطقة عسكرية مغلقة
وكان المشارك الأبرز في احتفال المستوطنين المتطرفين في ذكرى مجزرة الحرم الإبراهيمي لهذا العام نشيط اليمين المتطرف ميخائيل بن حورين، الذي يعرف على لسان رجال "كاخ" "برئيس دولة يهودا".
وحسب بن حورين فإن "د. غولدشتاين أنقذ الناس وقام بعمل هام وعظيم. وكل شخص يدعو إلى ذبح اليهود يجب أن يعرف أن دمه محلل. أنا لا أخاف أن أقول ذلك، فالقديس غولدشتاين دفع بحياته ولم يعد لنا ما نأبه به للدفع بحريتنا" على حد قوله.
حسب اؤلئك أنهم شهداء وهم سجود صائمون لله وفي بيت من بيوت الله وفي أفضل الأوقات بعد صلاة الفجر وفي أرض الرباط...
حسبنا الله ونعم الوكيل
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
بسم الله الرحمن الرحيم
تتوالى النكبات على الأمة الإسلامية في كل وقت وحين ، بغزو عسكري تارة ، وبغزو ثقافي تارة أخرى .
ففي فجر يوم الجمعة الخامس عشر من شهر رمضان سنة ألف وأربعمائة وأربع عشر هجرية الموافق للخامس والعشرين سنة ألف وتسعمائة وأربع وتسعين ميلادية وأثناء تأدية المصلين الساجدين الصائمين لصلاة الفجر في المسجد الإبراهيمي قام المجرم باروخ غولدشتاين بإطلاق نار الحقد من كل حدب وصوب ؛فتم استشهاد وإصابة عدد كبير داخل المسجد ،ثم استشهاد وإصابة العديد أمام المستشفيات وفي الشوارع ،حتى المقابر لم تسلم من إطلاق النار، فقد استُشهد من كان يقوم بدفن الشهداء ليُدفن في نفس القبر.
لقد حدثت هذه المجزرة الرهيبة يوم ضاعت خلافة المسلمين سنة ألف وثلاثمائة واثنتان وأربعين هجرية التي تبعها الويلات والمصائب والنكبات؛ففي الرابع عشر من مايو/أيارعام ألف وتسعمائة وثمانية وأربعين ، سقطت فلسطين أرض الإسراء والمعراج ، الأرض المباركة ، أولى القبلتين في أيدي يهود ، واستولوا عليها ، وامتدّوا إلى غير فلسطين، وها نحن نرى الجرائم تُرتكب في فلسطين ولبنان تطال البشر والشجر والحجر، ومع ذلك فإن المسلمين لا يستطيعون نصر إخوانهم وهم يُذبحون ويُقتلون ويُقصفون .
هذه مصيبة الأمة الإسلامية في فلسطين وحول فلسطين،
مجرزة تتلوها مجزرة أبشع من أختها على سمع وبصر العالم الصامت إلا عن محاربة الإسلام باسم الإرهاب والتطرف .
حتى مجلس الأمن يكيل بمكيالين فضاعت قضية فلسطين والمسجد الأقصى والمسجد الإبراهيمي في جنبات وأروقة مجلس الأمن فتمت مكافأة الجلاد ومعاقبة الضحية .
أصبح حال المسلمين كمجير أم عامر ،إذ خرج قوم إلى الصيد في يوم حار فبينما هم كذلك إذ عرضت لهم ( أم عامر ) وهي الضبع فطردوها فاتبعتهم حتى ألجأوها إلى خباء أعرابي فقال: ما شأنكم؟ قالوا: صيدنا. وطريدتنا. قال: كلا والذي نفسي بيده لا تصلون إليها ما ثبت قائم سيفي بيدي ( لأنها استجارت به ). قال: فرجعوا وتركوه ، فقام إلى لقحة فحلبها وقرب إليها ذلك، وقرب إليها ماء فأقبلت مرة تلغ من هذا ومرة تلغ من هذا حتى عاشت واستراحت فبينما الأعرابي نائم في جوف بيته، إذ وثبت عليه ، فبقرت بطنه ، وشربت دمه ، وأكلت حشوته .
لقد سقطت فلسطين والعراق وسائر بلاد المسلمين وارتكبت المجازر يوم فقدت الأمة قيادتها السياسية التي كانت تسير وراءها في سابق عهدها أيام الخلافة الإسلامية ، وعندما تفقد الأمةُ وحكامُها الإرادة السياسية وتصبح رهينة بأيدي أعدائها فإنها تخسر كل شيء وتكون في نكبة حقيقية ، ولن تكون قادرة على استعادة ما تفقده ، وبعدم وجود القيادة السياسية المخلصة التي تحدد خط السير و اتباعه على الخريطة السياسية العالمية ، تصبح الأمة في ذيل الأمم تابعة لها .
قد تقع أمة الإسلام في مآزق وصدمات ونكبات تسقط صريعة لها هنيهات ولكنها سرعان ما تفيق من هول الصدمة فتعود إلى رشدها وتلتف حول دولتها وتشد من عضدها فتقويها وتقوى بها فتعود عزيزة منيعة، وتلك الحروب الصليبية الأولى مثالاً على هذا وتلك حرب التتار ، ولكن لما فقدت الأمة الخلافة ما عاد لها من ملجأ إلا الله عزوجل - بل غُلّقت في وجهها الأبواب وتنكبت بها الدروب فخارت منها العزائم وتحطمت منها القوى ، فسقطت بغداد وضاعت فلسطين ؛ بل ضاعت العزة والكرامة .
هل آن الأوان أن يدرك المسلمون أن الذلة والمهانة في إسلام قضاياهم لغير أهلها {وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً }النساء141
هل آن الأوان أن يدرك المسلمون أن القضية المصيرية للمسلمين في العالم أجمع هي إعادة الحكم بما أنزل الله ، عن طريق إقامة الخلافة بنصب خليفة للمسلمين يُبايع على كتاب الله وسنة رسوله ليهدم أنظمة الكفر ، ويضع أحكام الإسلام مكانها موضع التطبيق والتنفيذ ، ويحول البلاد الإسلامية إلى دار إسلام ، والمجتمع فيها إلى مجتمع إسلامي ، ويحمل الإسلام رسالة إلى العالم أجمع بالدعوة والجهاد .
فلا خلاص ولا نجاة إلا بالخلافة .
الخلافة هي الحصن الحصين والحبل المتين وأمن الآمنين وملاذ الخائفين وقبلة التائهين فيها عدالة السماء وفيها الرغد والهناء ، هي القصاص والحياة وهي المعاش والثبات هي السبيل لإعلاء كلمة الله .
وهل آن الأوان لأحفاد خالد وصلاح الدين وأبي عبيدة أن يعيدوا أمجاد أجدادهم العظام بإقامة الخلافة التي تحرر البلاد والعباد وتقيم الدين وتحمي البيضة والكرامة ، بلى والله لقد آن، وإلا فمن للمسلمين اليوم في مشارق الأرض ومغاربها غير الخلافة ؟
من للمسلمين اليوم وهم يقّتلون صباح مساء في العراق وفلسطين وكشمير والشيشان وأفغانستان غير الخلافة ؟ من للمسلمين اليوم وأعراضهم منتهكة ونساؤهم يستصرخن صباح مساء وامعتصماه واإسلاماه واخليفتاه غير الخلافة ؟
من للمسلمين اليوم ليعيد المسلمين الى صدارة الأمم فيحملوا رسالة الإسلام رسالة هدى وخير للبشرية جمعاء غير الخلافة ؟
{وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ }إبراهيم42
كلنا يعرف هذه المجزرة الوحشية التي ارتكبت بحق المصلين اثناء تأديتهم لصلاة الفجر في الخامس عشر من شهر رمضان
وهنا نورد تفاصيل المجزرة
مكان وقوع الجريمة : مدينة الخليل داخل الحرم الإبراهيمي الشريف .
الزمان : يوم الجمعة(25-02-1994) اثناء السجود الاسبوعي في صلاة في صلاة الفجر .
هوية المجرم : المستوطن باروخ غولدشتاين (42 عاماً) القادم من الولايات المتحدة الأمريكية من سكان مستوطنة كريات أربع .
بالنسبة للشعب اليهودي كونه يصادف عيد المساخر ((البوريم)) )) فأقدم على فعلته الحمقاء ليؤكد مقولة دوف سوليمون (( قائد حرس الحرم الابراهيمي الشريف حيث قال :
מחר אני ארכם מה הוא אסלאם שלכם!
" غدا سوف نريكم ما هو إسلامكم"
عدد الشهداء : (50) شهيداً سقطوا فجر ذلك اليوم وهم ركع الى الله سجود.
عدد الجرحى : (349) جريح نزفت دماءهم في ذلك اليوم المشؤوم .
تفاصيل المجزرة
قبل الخوض بالتفاصيل لا بد من نبذة عن حياة المجرم :
نشأ غولدشتاين في( الشارع رقم 81 ) في بروكلين بنيويورك كان اسمه بنيامين ويقول صديقه أنتوني بيترسون أنه غير اسمه خلال دراسته الجامعية الى اسم يهودي (باروخ) وهو من عائلة ارثوذكسية متطرفة ، تلقى تعليمه في مدارس يشيف الارثوذو كسية في بروكلين ، حرمه والداه من اللعب مع الاطفال الكاثوليك ، وخلال دراسته في المرحلة الثانوية بدات عليه ملامح التعصب ضد العرب ، التحق بكلية أينشتاين لدراسة الطب تخرج فيها طبيبا وعمل في مستشفى بدوكريل في بروكلين سنة 1982م. كان دائم الترديد لعبارة من التلمود " اذا كان عدوك يريد قتلك ابدا انت بذبحه"
وفي( عام 1982)وبعد تخرجه التقى بالحاخام الصهيوني مئير كهانا واصبح ضمن جماعته وعلى يديه تشرب الافكار العنصرية ضد العرب وكان الاب الروحي له.
في (عام 1983)قدم الى هنا مهاجرا امريكيا وعمل طبيبا في الجيش اليهودي لاعتقاده ان ذلك واجب ديني. ،ثم سكن مستوطنة كريات اربع في الخليل( سنة 1990 م) .
تفاصيل الجريمة:
في( يوم الجمعة 2-02-1994) وأثناء تأدية المصلين لصلاة الفجر في الحرم الإبراهيمي وعند السجود وقبل إستكمالهم لصلاة الفجر دخل على المصلين يهودي أمريكي يدعى باروخ غولدشتاين وهو يحمل كل ظلام الحقد التوراتي في صدره وفي يديه بندقيته الرشاشة وقنابل يدوية وكانت المجزرة التي علت فيها الى السماء ارواح( 50 مصلياً) ونزفت فيها دماء( 349 مصاب) بعد أن أفرغ كل ما لديه من رصاص وقنابل على الساجدين .
ولقد ثبت لاحقاً أن غولدشتاين لم يرتكب المجزرة وحده بل شاركه فيها جنود العصابات الصهيونية الذين أغلقوا باب الحرم حتي لا يتمكن المصلون من مغادرته ومنعوا كذلك سيارات الإسعاف من الإقتراب من المنطقة ، وحين حاول المواطنون نجدة المصلين قابلهم جنود يهود بإطلاق الرصاص الكثيف مما اوقع على الفور
(29 شهيداً) وعشرات الجرحى .
لقد لاقت مذبحة الحرم تأييداً من الغالبية العظمى في الكيان الصهيوني ، وعندما سؤل الحاخام اليهودي موشي ليفنغر عما إذا كان يشعر بالأسف على من قتلهم غولدشتاين رد قائلاً إن مقتل العربي يؤسفني بالقدر الذي يؤسفني مقتل ذبابة [يسرائيل شاحاك ـ الشريعة اليهودية] هذا ويعتبر اليهود غولدشتاين بمثابة قديس كما وجعلوا من قبره مزاراً وقد خصص الكيان الصهيوني عدداً من جنود حرس الشرف الذين يؤدون له التحية العسكرية كل صباح والى يومنا هذا .
ويقول الكاتب اليهودي شاحاك في كتابه المذكور أن الشريعة اليهودية(هالاخا) تطالب في الحقيقة كل يهودي القيام بنفس ما قام به غولدشتاين ولدعم ما يقول فقد ساق في كتابه كلمات الحاخام دوف ليور الذي وصف فيها غولدشتاين بالمؤمن التقي وأن ما فعله كان من أجل الرب وبإسمه .
باروخ غولدشتاين الذي كان يبلغ من العمر( 42 عاماً) وهو احد مؤسسي حركة كاخ الدينية كان قد قدم من الولايات المتحدة الأمريكية الى الكيان الصهيوني (عام 1980)حيث سكن في مستوطنة كريات اربع المقامة على أراضي مدينة الخليل .
وذكر عنه انه وعندما كان يعمل طبيباً في الجيش الصهيوني فإنه كان يرفض لأسباب دينية معالجة غير اليهود بما فيهم المتطوعين الأوروبيين والدروز العرب ممن حاربوا الى جانبه في جيش الكيان الصهيوني وكان مثاله الأعلى الحخام كاهانا والذي كان بدوره لا يعتبر غير اليهود إلا (جوييم) او غير بشر ويحرم مساعدتهم
ومن نجا من تلك المجزرة التي كان فيها الموت محقق، فإن فصولها المروعة مازالت ماثلة أمامه، خاصة الجرحى الذين مازالوا يعانون جراء إصابتهم فيها، ولازال شهود العيان يتذكرون ذلك الفجر الرهيب في مدينة الخليل.
يقول شريف بركات (37 عاما) شقيق الشهيد سفيان بركات "كنت أصلي في الصف الأخير في الحرم، وبعد أن أنهى الإمام قراءة سورة الفاتحة في الركعة الأولى، سمعت صوتاً بالعبرية معناه "هذه آخرتهم"، وعندما هممنا بالسجود سمعت صوت إطلاق النار من جميع الجهات، كما سمعت صوت انفجارات وكأن الحرم بدأ يتهدم علينا.. فلم أتمكن من رفع رأسي حينها وطلبت الشهادة".
وأضاف بركات "رأيت رأس أحد المصلين قد انفجر وتطايرت دماغه ودماؤه على وجهي، بعد ذلك بدأ الناس بالتكبير، وبدأ الذين لم يصابوا بنقل الجرحى، وحملت طفلاً لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره، فوجدت الباب مغلقا ولم يسمح لي الجندي بإخراجه، وبعد ذلك اكتشفت أني مصاب في صدري فتوجهت إلى سيارة الإسعاف التي حملتني إلى المستشفى.
أما عبد المنعم زاهده وهو شقيق اثنين من الشهداء هما (نادر ومحمد) فيروي قصة المجزرة قائلاً: مجزرة الحرم الإبراهيمي واحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، ولن أنسى ذلك اليوم الذي روت فيه دماء الشهداء الحرم الإبراهيمي الشريف ثم ساحات المستشفى الأهلي، حيث سقط خمسة شهداء في مجزرة أخرى بعد ساعات من تبرعهم بدمائهم للجرحى.
وإذا كانت ذكرى مجزرة الحرم الإبراهيمي تمثل نكئا لجراح الفلسطينيين، خاصة أهالي الشهداء والجرحى الذين سقطوا خلالها؛ فإن هذه الذكرى تشكل للمستوطنين اليهود المتطرفين يوما احتفاليا بمقتل منفذ المجزرة.
ففي "مستوطنة كريات أربع" يعقد العشرات من نشطاء اليمين الإسرائيلي المتطرف -كل عام- وعلى رأسهم أعضاء "حركة كاخ" العنصرية المتطرفة احتفالا بذكرى مقتل "باروخ غولدشتاين" منفذ المجزرة.
هذا وينعقد في كل عام اجتماع لعشرات من أعضاء "حركة كاخ" وغيرهم من نشطاء اليمين في ساحة قبر "باروخ غولدشتاين" للاحتفال هناك بتلاوة ما يسمى "وثيقة البوريم".
وقد تحول مكان دفنه إلى مزار لعتاة وقادة اليمين الإسرائيلي المتطرف ومجرمي المستوطنين وأصبح في نظرهم قديساً يتبركون بقبره.
ولم يدفن غولدشتاين في الخليل، بل في حديقة سياحية مجاورة للمركز التجاري في "مستوطنة كريات أربع" شمال الخليل، ومنعا لعربدة نشطاء اليمين قرب القبر نفسه، أعلنت الساحة المجاورة له منطقة عسكرية مغلقة
وكان المشارك الأبرز في احتفال المستوطنين المتطرفين في ذكرى مجزرة الحرم الإبراهيمي لهذا العام نشيط اليمين المتطرف ميخائيل بن حورين، الذي يعرف على لسان رجال "كاخ" "برئيس دولة يهودا".
وحسب بن حورين فإن "د. غولدشتاين أنقذ الناس وقام بعمل هام وعظيم. وكل شخص يدعو إلى ذبح اليهود يجب أن يعرف أن دمه محلل. أنا لا أخاف أن أقول ذلك، فالقديس غولدشتاين دفع بحياته ولم يعد لنا ما نأبه به للدفع بحريتنا" على حد قوله.
حسب اؤلئك أنهم شهداء وهم سجود صائمون لله وفي بيت من بيوت الله وفي أفضل الأوقات بعد صلاة الفجر وفي أرض الرباط...
حسبنا الله ونعم الوكيل
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ