زمان أقلام الحرية...!


إنضم
Jan 26, 2011
المشاركات
18,166
مستوى التفاعل
86
المطرح
الكويت
رسايل :

لو كنتُ يومًا سأسرق .. لسرقتُ أحزانك ..

لا يختلف شخصان على أن الحرية قد كفلها الإسلام للإنسان مذ أن وجدت الخليقة، لأنها من حقوقه الأساسية الذاتية، كفل الإسلام صنوفا من الحريات منها حرية الفكر، والرأي، والاعتقاد وغيرها، فمن حق الإنسان أن يتفكر بهذا الكون على امتداده وشموله، وانسجامه واتساقه وقوة تخليقه التي أذهلت العقول والألباب، وما شرعت هذه الحرية إلا لاستنفار الأذهان من مراقدها لكي تتخيل وتتدبر وتعي ما يحيط حولها.
إن حرية التفكير في هذا الوجود وما حواه من مخلوقات وحقائق وقوانين، تحرض الإنسان العاقل المتدبر على دوام التفكير والتبصرة من غير سأم في ذلك ولا كلل، ومن غير انقطاع ولا تردد، ومثل هذا التفكر والتدبر لا جرم أنه يؤول بالإنسان إلى وقوف عظيم على خير المدركات في علم الغيب، وفي طليعة ذلك التفكر الإيمان بالحقيقة الكبرى، التي تملأ بآثارها ومقتضياتها كل الوجود من أقصاه إلى أقصاه.
أما إن تحدثنا عن حرية الرأي فهي مكفولة في الإسلام تماماً، وليس من حق أي إنسان أن ينتقص من هذا الحق أو يقيده أو يوجهه كيفما يشاء، فحرية الرأي هي القدرة على النقد وإبداء الرأي أمام الناس والمسؤولين في صراحة ووضوح وشفافية من غير حظر أو حِجر في ذلك على أحد ومن غير إحراج أو تخوف من أحد.
إن النقد من الأدوات العظيمة التي اخترعتها البشرية لبلورة وعيها، واكتشاف ذواتها وأصولها، حيث تظل الأفكار غائمة ومعتمة ومغلفة ما لم تتعرض للتقييم من خلال تداولها في المجالس وغيرها، النقد إن لم يمارسه أفراد المجتمع سيكون أشكالاً من الانحباس في الحركة الاجتماعية، وأشكالاً من الفساد والتصلب الفكري، وبالطبع هذا سيقود إلى الانهيار الداخلي والتحلل الذاتي.
مهما كان لدينا وعي في كثير من الأمور والقضايا، ومهما كانت جهودنا كبيرة ومتميزة، إلا أنه ستظل هناك مسافة بين ما ننظر له، وبين ما يتجسّد في واقعنا العملي، وصحيح أن بعض الناس يتجاهل نصف عقولنا حين يحاول أن ينقد، إلا أننا في أمسّ الحاجة لإبداء الرأي والنقد، لأن معظم انجازاتنا ومواقفنا وتصرفاتنا، يظل مشوباً بشيء من النقص، وبالتالي فهي قابلة للمراجعة والنقد والتصحيح.
وبما أننا كبشر نميل إلى حب المديح والإطراء، وننفر من النقد، إلا أنه استنادا وانطلاقاً من المعطيات الحقيقية للنفوس البشرية، علينا تقبُّل النقد، والامتنان لمن ينقد، وينبغي أن يكون هو المبدأ الذي نحمل عليه أنفسنا، ولكن هذا لا يحرمنا من حقنا في المجادلة عن أنفسنا، والدفاع عن موقفنا، حيث إن هناك الكثير من النقد الذي يصدر عن اجتهاد خاطئ، وعن رؤية غير واضحة.
وبما أننا كتّاب في الصحف المحلية فنحن نتعرض للنقد المستمر، سنقف على حيثيات الموقف الذي ينبغي اتخاذه من النقد سواء كان بنّاء أو هداماً، ونعتبر النقد هدية تستوجب الشكر والتقدير لمن أهدانا هذه الهدية، وذلك هو الحصيلة المنطقية لاعتقادنا بأننا قوم غير كاملين، وينتج عن ذلك كله أننا نسمع النقد بقلوبنا وعقولنا، وأحيانا الناقد ينطلق في نقده من معايير غير صحيحة، وكثيرا ما تكون معلومات الناقد غير دقيقة، لذا وجب علينا أن نستوعب الناقد، وأن نشعره أننا أكثر مما يتوقع في سعة آفاقنا ورحابة صدورنا، وأن نتخذ مما قاله مادة للتواصل والحوار، وعلى الرغم من أن الناقد كثيرا ما يكون مندفعا، وما ينتقده من أقوالنا ومواقفنا غير مبلوَر في ذهنه، إلا أن هناك نتائج فرعية حسنة لممارسة النقد، وكل ما ذكرناه يفضي إلى أن ننبّه الناقدين من عدم تقييد أقلامنا أو توجيهها لنمط وأسلوب يحد من تقويم الاعوجاج، ومحاصرة الخطأ، فهذا هو زمان أقلام الحرية للتخلص من عبودية توحيد الأفكار والآراء.

 

JuSt RaMoOTa

just ME

إنضم
Apr 2, 2011
المشاركات
14,248
مستوى التفاعل
80
المطرح
في ممـــلكتـي ~
رسايل :

بكــالوريا -_- . جعلكة الاسم تكفي .

أعلى