شربتجي: (الولادة من الخاصرة) مغرق بالواقعية

[The Hero]

ما زالت كاميرا المخرجة رشا شربتجي تتنقل من مكان لآخر ضمن أحياء دمشق وضواحيها لرصد أحداث مسلسل (الولادة من الخاصرة) للكاتب سامر رضوان ومن إنتاج شركة كلاكيت للإنتاج الفني، بمشاركة مجموعة كبيرة من الممثلين ونخبة من نجوم الدراما السورية أمثال: الكبيرة منى واصف، سلاف فواخرجي، قصي خولي، عابد فهد، سلوم حداد، تاج حيدر، مكسيم خليل، مها المصري، عبد الهادي الصباغ، طارق الصباغ، محمد حداقي، فادي صبيح، رافي وهبي، وفاء موصللي، أيمن رضا وآخرون.
الولادة من الخاصرة هو العمل الثاني للكاتب سامر رضوان بعد مسلسل لعنة الطين الذي عرض في رمضان الماضي، وحقق نجاحاً مميزاً، وقد أكد سامر رضوان في لقاء سابق مع «الوطن»: أن العمل يسعى ومنذ البدء إلى تحقيق حكاية ترتبط بالحياة ارتباطاً وثيقاً، من حيث بنية الشخصيات ومنطقية حركتها، فالعمل ليس تجميلاً للواقع كما أنه ليس تعريةً غير منطقية له، بل محاولة لعرض مجموعة من النماذج التي تضج الحياة بها وبمشاكلها وهمومها وهو محاولة استقراء لعوالم بعض الشخصيات التي تمتلك فرادة في سياق حياتها أو بنيتها السلوكية، إذ يسعى المسلسل ومنذ حلقاته الأولى إلى تبيان الفروق الواضحة بين أفراد الشريحة الواحدة، ويجري قياساً موضوعياً بين هذه الشرائح ونقيضاتها بالشرائح الأخرى من خلال شخصيات يشعر المشاهد أنه التقى بها أو سمع عنها وعن ظروفها وحكاياتها من أحدهم.
يمر العمل على عوامل تشكل الخوف في الشخصية الإنسانية وكيفية التخلص منه وقت اتخاذ القرار ويمر أيضاً على سوء استخدام السلطة من بعض المخربين والنهايات المأساوية التي تبطش بنفسياتهم أولاً وبما حصلوه من مجد وعز فارغين ثانياً، كما يرصد العمل الزواج القسري الذي يفرضه القانون في حال تم رفع دعوى من فتاة على شاب أقدم على الاعتداء عليها وما ينتج عن هذا الارتباط من جمود روحي.. كما يمر العمل على العلاقة بين الآباء والأبناء من خلال رصدها في أسر فقيرة وغنية وذلك لتحليل تمايز الأجيال والفروقات الهائلة بين هاتين البيئتين وما يتولد عنهما من أمراض.
وعن اسم المسلسل (ولادة من الخاصرة) يعلل الكاتب رضوان: أغلب شخصيات المسلسل تمتلك ولادات لا منطقية وأحياناً لا شرعية والشرعية هنا ليس بالمنطق الفقهي بل المنطق الدلالي، وما ينتج عن الشخصيات من الولادات غير الشرعية من أفعال غير شرعية بالمقابل وظروف نفسية معقدة تصل أحياناً إلى حالة الولادات القسرية لهذه الأفعال.. ومن هنا كانت الخاصرة البوابة التي ولدت منها هذه الشخصيات وأمثالها.
أما المخرجة رشا شربتجي فترى أن العمل إشكالي ومختلف عن الأعمال السابقة التي أخرجتها فقالت عندما التقتها «الوطن» في أحد مواقع التصوير: كتابة العمل خاصة، فهو مغرق بالواقعية وبالحالات الفردية ضمن بيئات واقعية، الشخصيات أغلبها تعاني بشيء من المرض النفسي، ومن الخوف المرضي، الذي لا يظهر بشكل واضح في الأحداث العادية، وإنما تحت الضغوط النفسية وضغوط الحياة، فالكتابة خاصة للشخوص!
بالنسبة لي تجربة جديدة على مستوى اختيار النص لأنني بالعادة أذهب باتجاه النصوص الاجتماعية ذات العلاقة بالطبقة الوسطى، وأشخاص قريبين منا نصادفهم في حياتنا العادية... أما مسلسل الولادة من الخاصرة فهو خاص ومغرق بفردية الشخوص، لكل فرد حالاته، ويمكن ألا نصادف هؤلاء الأشخاص في حياتنا، فقد نسمع أو نقرأ عنهم، وفي الوقت ذاته هناك مجموعة من المشاهد تحوي مجاميع.
اشتغلنا في هذا العمل على ارتفاع زوايا الكاميرا، وكل ما له علاقة بالتكنيك، فاعتمدنا البساطة لأن العمل لا يحتمل التجربة بالكاميرا لكونه مملوءاً بالميلو دراما والتراجيديا.
تقول الفنانة كندا حنا عن مشاركتها في العمل: أجسد شخصية ريم فتاة تنتمي لطبقة متوسطة تعمل في معمل يملكه أحد الأغنياء، تخلق ظروف بالمعمل تؤثر في الشخصية، لا أريد التحدث أكثر عن التفاصيل كي لا أحرق الشخصية.
وعن تعاونها للمرة الثالثة مع المخرجة رشا شربتجي قالت: رشا مخرجة حساسة، تأخذ أهم وأفضل ما عند الممثل حتى لو كان سيئاً.. بالنسبة لي أثق بها وأسلمها نفسي 100 %، لا أتعب بأدواتي، في كل أعمال رشا يظهر الناس حقيقيين.
وفيما يخص النص تضيف حنا: النص فيه جرأة، فالكاتب دخل إلى أماكن لم يسبقه إليها أحد سوى قليلين، ولكن من الضروري أن يرى الناس ما يجري في هذه الأماكن.
الفنان وائل أبو غزالة يقول عن شخصيته بولادة من الخاصرة: أجسد شخصية فيصل ابن عائلة متوسطة يعمل مع أخته في معمل ألبسة، يحرص عليها ويخاف عليها من ابن صاحب المعمل لكونه شاباً لعوباً ولديه مشاكل مع الجنس الآخر.. أنا سعيد بالتجربة وهي الثانية مع رشا شربتجي بعد انقطاع حيث تعاونت معها في مسلسل غزلان في غابة الذئاب، وهي من المخرجات اللاتي استطعن أن يخرجن ما يردنه من الممثل، وهي تحرضه بأسلوبها الخاص فيكتشف أماكن لم يكن يعرفها في نفسه.

​