قصة آدم عليه السلام في نصوص اليهود النادرة .بقلم أ.هشام طلبة

mahmoud salih

Attorney General

إنضم
Jun 24, 2008
المشاركات
7,926
مستوى التفاعل
97
المطرح
الياسمين
رسايل :

ودموعي كالنجوم تأبى السقوط

قصة آدم عليه السلام في نصوص اليهود النادرة .. دراسة مقارنة


بقلم الأستاذ هشام طلبة


الباحث في الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة






قصة آدم في القرآن كبقية القصص عدا قصة يوسف وقد عرضنا لها في دراسة سابقة ، ترد في أكثر من موضع على هيئة لقطات يتكرر بعضها والبعض لا يتكرر ، وقد كان هذا التكرار معجزًا ففي كل موضع تعرض القصة بأسلوب يناسب جو السورة ( أو الفقرة ) المعروضة بها علاوة على لقطة أو جزئية يتفرد بها كل عرض مكرر ، وكل لقطة غير مكررة لا تناسب إلا الموضع الذي ذكرت فيه .




فالقصة في سورة البقرة كان محورها استخلاف آدم في الأرض ؛ لأن موضوع السورة كلها الخلافة ؛ خلافة آدم ، خلافة بني إسرائيل ، ثم خلافة المسلمين ( تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة )


أما في سورة الأعراف فالقصة تعرض في إطار قصة البشرية الطويلة من الجنة وإليها ودور إبليس في ذلك ، ففريق من الناس يعود إلى الجنة التي أخرج الشيطان أبويهم منها ، وفريق ينتكس إلى النار (1).


وأما في سورة الإسراء فمحور الرواية وسبب ذكرها هو التخويف فقد ذكر قبلها { وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً } [ الإسراء : 59 ]؛ لذلك كان مناسبًا عند ذكر حوار المولى عز وجل مع إبليس أن يقول تعالى : { وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً } [ الإسراء : 64 ] .


وقس على ذلك سائر المواضع(2) ، ولكن هناك ألوان أخرى من الإعجاز في هذه القصة لا ندركها إلا بمقارنة ما ورد من مادة قصصية في القرآن الكريم وما ورد في كتب أهل الكتاب ، فبضدها تتميز الأشياء ؛ سواء منها ما يُتَعبَّد به كالتوراة أو ما ورد في المخطوطات المكتشفة حديثًا وكذلك النصوص المخفية "السوديبيجرافا"(3) Pseudepigrapha مثل كتاب " آدم وحواء " التي لم يطلع عليها إلا شديدي التخصص من علماء الدين عند اليهود أو النصوص القديمة مثل :


- كتب " التلمود(4) "Talmud: وهو يعني في حرفية الكلمة التعاليم ، وهي تعاليم قدامى حاخاماتهم فيما قبل البعثة المحمدية .


- وكتب الترجوم(5) Targum: وتعني الترجمات الآرامية للتوراة .


- وكتب الميدراش(6) Midrash : وتعني دراسات حول قدامى الربيين حول التوراة ، وهي سلسلة كبيرة من الكتب نختلف كثيرًا مع التوراة نفسها ( من أهمها هنا كتابا " بسكيتا رباتي " ، " جنيسيز ربَّا " .




أولًا : الإعجاز الغيبـي للقرآن :


تشتت المادة القصصية المذكورة في القرآن الكريم في هذا العدد الكبير من كتب أهل الكتاب القانونية ( المعتمدة ) وغير القانونية ، هذه الكتب ( التي لها عناصر مشتركة في هذه القصة مع القرآن ) عددها كبير جدًّا ، ولم تكتب بلغة واحدة ولا تتبع طائفة واحدة ، ولم يجدها أصحابها في مكان واحد ولا زمان واحد ، وكان أغلبها مخفيًّا .. فأنى لمحمد صلى الله عليه وسلم بعلم كل تلك الكتب بتفاصيلها ولا ننسى أنه عليه الصلاة والسلام كان أميًّا يعيش في بيئة صحراوية غير حضارية كما لا ننسى أن حجم الكتب كان في الماضي كبيرًا جدًّا يستحيل تداولها سرًّا . وكان كذلك عدد النسخ من كل كتاب قليلًا جدًّا ؛ لأن النسخ كان يدويًّا ولحرق الكتب على أيدي الأباطرة المخالفين في العقيدة .


هذا من الإعجاز الغيبـي للقرآن الكريم ، وقد لفت القرآن الكريم نظرنا لهذا الأمر وفي هذه القصة خاصة مسألة عدم دراية النبي صلى الله عليه وسلم باختصام الملائكة في آدم من قبل : { مَا كَانَ لِي مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ (69) إِن يُوحَى إِلَيَّ إِلَّا أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُّبِينٌ (70) إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِن طِينٍ } [ ص : 69-71 ] .


ثانيًا : إعجاز إحكام آي القرآن :


لابد أن يكون قد لفت نظر قارئ الجدول السابق خلو النص القرآني من الخرافات الكتابية كحفل زفاف آدم وحواء ، وضحك القمر عليه ، أو خلقه بوجهين ، أو عدم التمييز بينه وبين الرب تعالى عن ذلك علوًّا كبيرًا بل وخشيته حاشاه أن يصبح آدم مثله ، هذا بالرغم من مواضع الاتفاق الأخرى العديدة مع القرآن ، لكن كلها منطقية ؛ هذا مصداق قوله تعالى : { أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً } [ النساء: 82 ] . بل إن القرآن يصحح أخطاء هذه الكتب السابقة وينقيها من الخرافات كذكر غراب ابني آدم وعدم ذكر تحول فراخ هذا الغراب إلى اللون الأبيض مكافأة له !! ، وكذكر ذهاب ضوء القمر ذاتيًّا وهو ما أثبته العلم الحديث _ { وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً } [ الإسراء :12 ] مع عدم ذكر كون سبب ذلك هو ضحك القمر من آدم وشماتته فيه!! ؛ هذا من هيمنة القرآن الكريم على هذه الكتب .


ثالثًا : إعجاز البشارات :


يتضح من آخر عنصرين للمقارنة ذكر كتب أهل الكتاب للكعبة ولحوض الكوثر ذكرًا لا لبس فيه خاصة في الكتب المخفية ، فكيف سمع بها النبي صلى الله عليه وسلم ؟ .


رابعًا : دحض عقيدة " الخطيئة الأصلية " :


كما هو معلوم أن العقيدة النصرانية تقوم على مسألة عدم مغفرة خطيئة آدم مما استوجب صلب ابن الله فداءً للبشر!. وقد وجدنا في جدولنا ( العنصر 18 ) نصوصًا كتابية ( معتمدة وغير معتمدة ) تقول إن خطيئة آدم قد غفرت ، مثل كون الحكمة قد أنقذت آدم من زلته ( الحكمة العهد القديم ) وأن كلماته قد قبلت عند الله ، وأنه لم يكن سبب موت الإنسان ، وإن كل واحد منا آدم نفسه ، كما لم يكن آدم مسؤولًا إلا عن نفسه . ( باروك الثاني والتلمود ) ، بل وإن هناك إصحاحًا كاملًا في سفر حزقيال في التوراة ( إصحاح 18 ) لا يتكلم إلا عن رفض عقيدة توريث الخطيئة ؛ لهذه الأسباب وغيرها رفضت طوائف قديمة من النصارى هذه العقيدة ؛ مثل طائفة راهب القرن الرابع الأيرلندي " بيلا جيوس " الذي تعرض للاضطهاد إلا أن أتباعه كانوا يتزايدون خاصة في الكنائس الشرقية ، وقد أعلن مجمع " اللد " عام 415 أنه مستقيم العقيدة ، وقد بقى أثره إلى يومنا هذا في عقيدة سبق التعيين عند أتباع "كالفن" والإرادة الحرة عند " الميثوديست"(47).


قبل أن نختم كلامنا هنا لنا تساؤل ، هناك ست عشرة عقيدة غير النصرانية يقول أصحابها أن لهم مخلصًا صلب فداءً لهم ، فهل المخلص الحقيقي هو "يسوع" أم "كريشنا" أم "بوذا" أم غيرهم ؟.


{ وَمَا كَانَ هَـذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَى مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ } [ يونس : 37 ] .


 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:

دموع الورد

رئيس وزارء البيلسان

إنضم
Dec 19, 2009
المشاركات
13,384
مستوى التفاعل
139
المطرح
هنْآگ حيثّ تقيأت موُآجعيّ بألوُآنْ آلطيفّ..
رسايل :

يااارب انا في قمة ضعي وفي عز احتياجي اليك فكن معي

يعطيك الف عافية مودي

جـــــــــزاك الله كل خير

 
أعلى