آلبتول
أدميرال


- إنضم
- Jul 5, 2008
- المشاركات
- 10,067
- مستوى التفاعل
- 172
- المطرح
- من جزيرة العرب وبقايا بخور فرنسي !!
حبيبات عرق تقاطرت من جبينه المشرق ببهاء الطفولة وأنفاس تلاحقت صعودا على الدرج, تهاوى على الكرسي تعبا عندما أزاح عن كاهله الكيس الثقيل , بدا متعبا وشاحب الوجه وضعيف البنية لكن عيناه كان فيهما نقاء وصفاء, مددت يدي بقطعة شكولاتة مبتسمة لكنه تأملني بنظرات متسائلة فيها عتاب ولوم كبير ..........
ظلت يدي ممتدة رجاء أن يأخذها , وأشياء كثيرة أدركتها في صمته كان يكابر ويصطنع الرجولة يسابق زمنه كي يكبر ويشيخ, بعد لأي مد يده بخجل, لحظات وأسرع في قفز متوالي على الدرج هروبا من حقيقة ما أحسها بقطعة شكولاتة...........
انتابني حزن عميق فقد رأيت في خوفه ونظراته وانكساره طفولتي , اختفى عبر دروب الحياة كغصن أخضر ندي يسارع إليه الخريف كي يسرق نضارته, مبتهجا كان, للحظات يسارع الأطفال وهم ينادونه الرجل الصغيرضحكاته ظلت بسمعي تعزف لحنا شجيا وتعيد صياغة ذكريات , و كأنما أعيدت إليها الحياة كنت أنا من تحاول أن تكون كبيرة كي تفهم ما معنى الحرمان وما معنى أن تظل حبيسة الجدران , وأن لا تلعب مع الاطفال وتبقى بسمة ممزوجة بالأحزان .........
وكما هربت من نظراته المتسائلة, ضجت أمي من حماقاتي واستفساراتي وسؤالي الدائم إلى متى أظل سجينة يا أمي؟؟؟؟؟
قطعة شكولاتة ذابت بين يدي حينما عاد أبي من السفر, وامتزجت بدموعي عندما رأيت إخوتي يرافقونه في رحلة إلى البساتين, كانت هديتي أنا شكولاتة مذابة بحرارة حزني......
تعلمت عندها أن يكون لي أصدقاء أشاركهم الفرح والحزن وألعب معهم, لكنهم دوما لا يتحركون دوما لايتكلمون, كانوا قطعة ورق فيها رسم لوجوه لم أعرفها في حياتي , خانتني الذاكرة عندما أردت أن أرسم وجه طفل فبدت وجوه كثيرة تقلب جسدي العليل على سرير أبيض تقلبه بدهشة بحزن , كان كل شيء يبدو لي غباء ......
واحتار مالذي ينقص دميتي كي ترقص على نغمات الرياح!! تتمتم أمي أنها بدون روح........
فأهمس بسذاجة طفلة مابال قدمي لايتحركان هل نزعت منهما الروح !!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟
تبكي أمي تبكي لغباء فكري ولحرقة ما تعانيه......
يأتي العيد وللعيد شجن.........
وتطالعني وجوه الأطفال تغني وتفرح, وأبقى حمامة مكسورة الجناح أطالع فستاني وحذاء أصر أبي إلا أن يشتريه كي لا أشعر بالحرمان, لكنه يظل يزين دولاب ملابسي.....
ورغبة جامحة تغلبني فأجثو على ركبتي وأنادي يارب متى تخطو قدماي على أرصفة الشوارع ؟؟؟؟؟؟؟
أتمتم بالدعاء وأشعر بالأمان يغمر قلبي الصغير ,أتمتم بكلمات لا أفهم معناها فقط سمعت أمي ترددها في صلاتها بدموع غزيرة أراها كلما انهمكت في الدعاء .
كنت أيضا أبكي لأنني ظننت أن البكاء والدعاء رفيقان , أنادي يارب فأشعر أنه رحيم يسمع لنداء طفلة حر الشوق للحياة أضنى فؤادها ........
تمضي لحظات بعد الدعاء فيرتسم أمامي ظلي يراقص الفراشات, يرافق علي بابا في رحلاته .....
أبتسم وتتسع ابتسامتي عندما أصبح سندريلا بفستان رائع جذاب وحذاء لامع......
تتساقط بعض من الدموع كرذاذ البحر, تحمله عواصف هوجاء إلى رمال جافة سرعان ما يختفي ........
أبكي وأهمس لنفسي في المرآة أنت أجمل من السندريلا رغم أنك بدون حذاء ........
لـ ندى الصبار