مباراة الحياة


إنضم
Jan 26, 2011
المشاركات
18,166
مستوى التفاعل
86
المطرح
الكويت
رسايل :

لو كنتُ يومًا سأسرق .. لسرقتُ أحزانك ..

الرحلة القصيرة ذات المعاني الكثيرة...
النهر الذي لا يمكن أن نغتسل منه مرتين...
النعمة التي وهبها الله للإنسان ومن لم يعرف قيمتها فقد غايتها... الحياة
قالت غادة السمان عن الحياة «استفيدوا من اليوم الحاضر... لتكن حياتكم مذهلة خارقة للعادة. اسطوا على حياتكم امتصوا نخاعها الشوكي ما دام ذلك ممكناً فذات يوم لن تكونوا شيئاً سترحلون كأنكم لم تكونوا».
فنحن المسؤولون عن شكل وحجم ولون وطعم حياتنا، فقد نرسمها لوحة فنية متناغمة العناصر بألوان زاهية أو لوحة فاقدة المعاني تسكنها ألوان قاتمة متناثرة، فكل ما يحدث في حياتنا نابع من الأشياء التي تدور في بوتقة النفس الداخلية لا في العالم الخارجي، فنحن وحدنا الذين نملك أن نرضى عنها أو نسخط ، نتفاعل معها سلباً أو إيجاباً باستعدادنا النفسي للابتهاج أو السخط، فليست مجريات الأحداث من حولنا هي التي تصنع رؤيتنا للحياة بل إن رؤيتنا للحياة هي التي تصنع نظرتنا للأحداث. وإذا تخيلنا أن الحياة عبارة عن مباراة فسنجد فيها أنواعاً من الناس... اللاعبين والمتفرجين والمتعجبين والمتجولين، وعندما نتعرف عليهم ونتأملهم سنكتشف هل نحن من اللاعبين أم المتفرجين أو من الأنواع الأخرى.
أولاً اللاعبون: هؤلاء الذين يتمرنون ويتدربون بشكل مستمر، ويبذلون أقصى ما عندهم من طاقة ليحققوا الأهداف في مباراة الحياة فكل لحظة لها قيمة، يهجرون منطقة الراحة والاحتياط، ويقدمون على المستطيل الأخضر بقلب يملؤه الحماس والانضباط، أما التفاؤل فمتنفسهم، والمغامرة تسكن روحهم والمخاطرة محسوبة في جدولهم فهم دائماً يسعون لتحقيق أهدافهم بثبات ويقبلون التحديات، يتعرضون للفشل أكثر من غيرهم ويدفعون ثمن النجاح من كل ذرة في كيانهم، يتسمون بالمثابرة فالكرت الأصفر والأحمر يدفعانهم للحرص أكثر ليتعلموا من أخطائهم ويصلوا إلى التميز فيحققوا كثيراً من الأهداف، التي تترك أثراً وتنطبع في الذاكرة مهما مر الزمان. إنهم قرروا أن يكونوا على أرض الملعب ويشاركوا بإيجابية لتحقيق النجاح والفوز.
ثانيا المتفرجون: أولئك الجالسون في المدرجات، يراقبون الآخرين وهم يلعبون مباراة الحياة ويكتفون برصد نتائج الآخرين «تكريم، مكافأة، تقدير، وغيرها من دلالات النجاح...» يخشون التجربة، ومع المحاولة الأولى وظهور المشقة والتحديات وخيبة الأمل ينسحبون ويهربون من ملعب الحياة وتنكسر عزائمهم، ويرجعون إلى مقاعدهم في المدرجات ومعهم الأعذار التي أتقنوها والتفسيرات المتمكنة في أعماقهم لعدم تواجدهم. إنهم فقط يحلمون بالتغير وأن يكونوا يوماً لاعبين، ويرضون بالحلول الوسط والقليل.
ثالثاً المتعجبون: أما هؤلاء فلا يرون حتى الملعب، يتواجدون في أماكن إيقاف السيارات خارج استاد مباراة الحياة، يسمعون أصوات اللاعبين والمتفرجين ولكنهم لا يشكلون جزءاً من اللعبة، إنهم يعلمون أن شيئاً ما يحدث، لكنهم يتساءلون عن ماهية هذا الشيء لأنهم ببساطة لا يستطيعون رؤيته ولا يعلمون بما يحدث إلا من خلال وسيط وبعد حدوثه، يعيشون حياتهم معتمدين على المحفزات الخارجية فقط، يتبعون البرامج التي وضعها أشخاص آخرون، يرون العالم على هيئة أحداث وقعت وكان من الممكن أن تتم بشكل مختلف.
رابعا المتجولون: أشخاص ضائعون على الجانب الترابي للطريق السريع، بجوار مواقف السيارات، خارج مباراة الحياة تماماً لا يمتلكون أي فكرة أو خطة يحاولون أن ينفذوها. إنهم أقرب إلى الريشة في مهب الريح يتنقلون من دون أهداف، تحكمهم احتياجاتهم الأساسية، يعيشون من أجل اللحظة الحالية ولا شيء بعدها.
علينا أن نكتشف من نحن وفي أي فريق؟ وأين مكاننا في مباراة الحياة؟ من يُرِد الفوز فعليه المشاركة في المباراة.
«لا تنتظروا أن تعطي الحياة لحياتكم معنى... بل أنتم الملزمون بذلك»... رومان غاري.
 

أميره باحساسي

بيلساني نشيط

إنضم
Nov 12, 2011
المشاركات
67
مستوى التفاعل
3
كلام مميز.....فاذا سمحتي عندي معنى ايضا جميل حبيت اضيفه
(لم تكن الحياة سيئة يوما بل نحن من اسانا التعامل معها,فالصلاه والدعاء والاهل والاصدقاء أربعة أشياء كفيلة بأسعادنا الى السماء السابعه)
:Albilsan (136):
 

إنضم
Jan 26, 2011
المشاركات
18,166
مستوى التفاعل
86
المطرح
الكويت
رسايل :

لو كنتُ يومًا سأسرق .. لسرقتُ أحزانك ..

كلام سليم و رائع اميرة نورتِ يا قلبيوردة*
 
أعلى