معرض رسوم كاريكاتورية تحية للشعب السوري للزميل الفنان نبيل أبو حمد في لندن

{*B*A*T*M*A*N*}

مشرف

إنضم
Sep 21, 2011
المشاركات
23,222
مستوى التفاعل
80
المطرح
دمشق
ماذا يعني تمثيل وإدراك ما ترتكبه آلة القتل اليومية في سوريا، وكيف يمكن ان لا يكون الفن إلا جزءاً من تلك التحولات الكبرى السياسية والاجتماعية التي تجري في المنطقة بكل دلالاتها الكاملة والتواصل معها كظواهر سياسية واجتماعية وثقافية جديدة.
الزميل نبيل أبو حمد هو رسام كاريكاتوري ساخر يقاتل على طريقته بالريشة والورق ويأخذ موقفاً جريئاً بلغة ساخرة مليئة بقوة التعبير والنقد للنظام السوري وقيادته على جرائمها بحق الشعب السوري الشقيق وينقل ريشته الى مسرح الحدث التاريخي في حقيقة ثورة الشعب السوري وبعفويته وبساطته وعناده والنظام السوري في مخيلته الدموية والوحشية وفي غرابته في قتل يومي يطال العشرات يومياً ويصل الى حدود غريبة جداً في ذهنية القتل والعنف التي لم تتبنّها حتى الديكتاتوريات السابقة والأخطر في عالم وزمن جديدين يشهدان تحولات هائلة في الاجتماع المديني الحديث وإزاء تحولات مرئية لعالم إنساني ككل.
نبيل أبو حمد لا يريد ان يهمل تلك الحقيقة التي يشاهدها العالم ويرسم ما يجري بصورة مشابهة ومرتبطة بما يجري على أرض الواقع وبحث فني نعتبره جزءاً من رسالة ووظيفة المثقف والفنان حين لا يكتفي بالصمت أو النأي الى الظل ولا تجعله صور ما يجري يشعر كأنه أمام سلسلة أحداث وبشاعات وجرائم تحصل بالصدفة.
سبق لنبيل أبو حمد ان انتج تأليفات في رسوم عدة وفي اتجاهات عدة من رسم لوحات كاريكاتورية لشخصيات عربية وعالمية (1981) ووجوه (1986) ورسم قصائد لشعراء الى تأليفات لمجموعات قصصية واهتمامات لاحقة بالشعر.
هذه المرة يرسم نبيل أبو حمد وجوهاً كاريكاتورية للشعب السوري بكل ذلك العريّ الإنساني الحنون والثوري والحضاري في مواجهة آلة قتل النظام السوري.
22 رسماً بمساحات وأحجام كبيرة وبألوان صارخة، في غاليري "بورتيبلا" اللندنية الواسعة، واحدة من الصالونات الكبرى وفي ويست ويل في العاصمة البريطانية ـ لندن.
صالة يقصدها شعراء وفنانون وديبلوماسيون ونواب بريطانيون. أراد نبيل أبو حمد ان يقول اشياءه بالرسم وبأن قتل النظام السوري لشعبه يومياً لم يعد يترك مكاناً لأي شكل من أشكال الصمت وبأن تلك الصور الليليلة التي يراها العالم على الشاشات لم تعد تأتي من أماكن بعيدة وعلى العالم ان يقول كلمته النهائية إزاءها ولا يكفي ارسال بيانات الاستنكار ولا حتى الطائرات المحمّلة بمساعدات إنسانية ولا بالتقارير التي تصدرها هيئات حقوق الإنسان الدولية.
تمت الدعوة في افتتاح فاعليات المعرض في 14 آذار الجاري الى أكبر حشد من الفاعليات الثقافية والإعلامية والصحافية في لندن والى أعضاء في مجلس العموم البريطاني. والهدف من المعرض حملة معنوية للفت نظر الرأي العام الرسمي والشعبي البريطاني الى هول المجزرة التي ترتكب بحق الشعب السوري ودعوة المجتمع المدني المقيم في لندن الى التعبير عن الرأي. وسبق للعاصمة البريطانية ان شهدت مظاهرة مهمة ضد الحرب على العراق. وما يجري في سوريا ضخم جداً ويذكّر بالحرب الأهلية الاسبانية وبأيام فرانكو ومجزرة غيرنيكا وهي مشهدية دموية مفتوحة إذا ما سمح للنظام ان يستمر أكثر.
رسوم طابعها غرافيتي/شعبي، تتبع الفن الشعبي "Naif" والعفوي وبنفس الشعب السوري/الثوري على جرأة في حركة الضربات اللونية وبساطة وعفوية في خطوط الرسم والتأليف وذلك كجزء من توازنات التأليفات أو لاتوازناتها مع لاتوازن نظام القتل نفسه في انغلاقه وبإدارة مصممة على التدمير الكلي للحياة ولا ترتبط بأسلوب واحد ولا حتى بمؤثرات واحدة ولا طريقة واحدة.
رسوم نبيل أبو حمد تريد تعمير الواقع الإنساني الذي يدمره القتل وهي توليف تصويري واقعي من عناصر الواقع بالاكريليك والحبر الأسود يجمعها على أوراق الرسم في واقع فني مواز لواقع تقتيل على الأرض السورية ولقدر الإنسان السوري مع الموت، الشعب الهائل العفوي والمندفع في وجه الموت الكلي للحياة.
رسوم تلقائية لحالات وأوجاع وتمزقات ولوجع جسدي واكبه نبيل أبو حمد في الحرب الأهلية اللبنانية وعنده رسوم كبيرة عنها. ودائماً هي اللوحة فعل جراحي، فعل شفاء تجمع الاحساس العفوي مع المدى المتخيل لواقع إنساني آخر بكل تلك الألوان والصرخات اللونية المتفجرة، والألوان تقول اشياءها بوضوح الحرية للشعب السوري الشقيق ولا لأي شكل جديد في العالم من أشكال الحروب الأهلية ولجدية التفكير بآلام وأوجاع الناس وبتعبيرية تصير تجريدية إزاء لامبالاة العالم والفنان لا يملك إلا الذراع واليد ليشتغل على تطوير فكرة وحركة ولون كأثر يُرى ولشعب سوري بالكاد يرى الى الآن، ما دام العالم لم يتوصل الى امحاء لغة القتل ويقول اشياءه في جوهر الأشياء. مع العلم ان الشعب السوري قال كلمته نهائياً أمام صمت الكثيرين، لا شيء سيمنعه عن الحرية.
يستمر معرض الزميل أبو حمد في لندن من 14 آذار الى 21 منه.
 
أعلى